357

يعني الكوفة حتى يقال إنها هي الدنيا وإن دورها وقصورها هي الجنة وإن نساءها هي الحور العين وإن ولدانها الولدان وليظن الناس أن الله لم يقسم رزق العباد إلا بها ولتظهر بغداد الزور والافتراء على الله ورسوله والحكم بغير كتاب وشهادة الزور وشرب الخمر وركوب الفسق والفجور وأكل السحت وسفك الدماء ما لم يكن في الدنيا إلا دونه ثم يخربها الله بتلك الفتن والرايات حتى ليمر عليها المار فيقول هاهنا كانت الزوراء.

قال المفضل: ثم ما ذا يا سيدي قال: ثم يخرج الحسني الفتى الصبيح من نحو الديلم يصيح بصوت فصيح يا آل أحمد أجيبوا الملهوف والمنادي من حول الضريح فتجيبه كنوز الله بالطاقات كنوزا وأي كنوز ليست من فضة ولا من ذهب بل هي رجال كزبر الحديد كأني أنظر إليهم على البراذين الشهب في أيديهم الحراب يتعاوون شوقا للحرب كما تتعاوى الذئاب أميرهم رجل من تميم يقال له شعيب بن صالح فيقبل الحسني إليهم وجهه كدارة البدر يريع الناس جمالا أنيقا فيعفي على أثر الظلمة فيأخذ بسيفه الكبير والصغير والعظيم والرضيع ثم يسير بتلك الرايات كلها حتى يرد الكوفة وقد صفا أكثر الأرض فيجعلها معقلا ويتصل به وبأصحابه خبر المهدي (عليه السلام) فيقولون يا ابن رسول الله من هذا الذي نزل بساحتنا فيقول اخرجوا بنا إليه حتى ننظره من هو وما يريد والله ويعلم أنه المهدي وأنه يعرفه وأنه لم يرد بذلك الأمر إلا له فيخرج الحسني في أمر عظيم بين يديه أربعة آلاف رجل وفي أعناقهم المصاحف وعلى ظهورهم المسوح الشعر يقال لهم الزيدية فيقبل الحسني حتى ينزل بالقرب من المهدي ثم يقول الرجل لأصحابه اسألوا عن هذا الرجل من هو وما يريد فيخرج بعض أصحاب الحسني إلى عسكر المهدي ويقول يا أيها العسكر الجميل من أنتم حياكم الله ومن صاحبكم هذا وما تريدون فيقول له أصحاب المهدي هذا ولي الله مهدي آل محمد ونحن أنصاره من الملائكة والإنس والجن فيقول أصحاب الحسني يا سيدنا ما تسمع ما يقول هؤلاء في صاحبهم

Bogga 403