184

للشيعة وأظهر لهم بأنه الإمام وخرج المختار بن عبيد الله الثقفي بما يريده الحسين (عليه السلام) وسأل عن الإمام بعده فقالت له شيعة في المدينة:

هو محمد بن الحنفية وكان المختار حيث مات أبوه وهو طفل وتبعل عمه بأمه وكان المختار كيسيا وحده وكان عمه يدعوه بكيسان المكتسبة فلما أتاه بدم الحسين (عليه السلام) ادعى إمامة محمد بن الحنفية فعرف أصحابه بالكيسانية ولما صار بالمزار ومعه عبيد الله بن أمير المؤمنين علي وسأله وهو في المعسكر على أيدي وجوه الشيعة الذين كانوا مع المختار إنك كنت تطلب هذا الثأر لترد إلينا حقنا وأنا ابن أمير المؤمنين وأنا أحق منك بهذا الأمر فسلمه إلي وإن كنت تطلبه بنفسك فانظر حتى أرحل عنك فقال له المختار سأنظر إلى ما ذكرت ولا أؤخره فلما جن عليه الليل وهو في المعسكر أحضر القوم الذين كانوا الرسل إليه فقال لهم: قد حل قتل عبيد الله لأن الإمام محمد بن الحنفية وقد طلب عبيد الله الإمامة لنفسه قالوا: بئسما قلت إن في قتله تكون كيزيد بن معاوية وجنده فقال لهم انصرفوا إلى أخبيتكم حتى أنظر وتنظرون وصار بنفسه في عدة من خاصته إلى خيمة عبيد الله وأخذوه من بين غلمانه فقتلوه ودرجوه في بساطه وجهزوه وصلوا عليه ودفنوه بالمزار وتفرق عن المختار طوائف وأنكروا قتل عبيد الله فلما قتل الحسين بن علي (عليهما السلام) وحمل علي بن الحسين (صلوات الله عليهما) وذراري رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى يزيد بن معاوية وكان علي بن الحسين عليلا نحيفا رده يزيد وأهله إلى المدينة وتسامعت الشيعة برجوع علي بن الحسين في إمامة محمد بن الحنفية ودخلت أحياؤها على علي بن الحسين (صلوات الله عليهما) فأراهم دلائل الإمامة وبراهينها فاستجابت الشيعة وسلمت الأمر إليه وسرت بصحيح الأخبار عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعن أمير المؤمنين وعن اللوح المنزل على فاطمة (عليها السلام) وأن محمد بن الحنفية ما له شيء بالإمامة وما الأمير إلا أمير المؤمنين والحسن والحسين والتسعة من ولد الحسين أولهم سيد العابدين فلما فشا ذلك

Bogga 219