175

نفسي في مكان من الأرض ولم أطلب إلا مثالي قال فلما جن علينا الليل خرجت من مكاني فرأيت تلك المعركة بها نورا لا ظلمة ونهارا لا ليلا والقتلى مطروحين على وجه الأرض فذكرت لشقاوتي التكة فقلت والله لأطلبن الحسين فأرجو أن تكون التكة عليه في سراويله فآخذها ولم أزل أنظر في وجوه القتلى حتى وجدته جديلا فإذا التكة فيها فدنوت منه وضربت بيدي إلى التكة فإذا هو قد عقدها عقدة قوية فلم أزل أحل حتى حللت منها عقدة فمد يده اليمين [اليمنى وقبض على التكة فلم أقدر على أخذ يده عنها ولا أصل إليها فدعتني نفسي الملعونة إلى أن طلبت فوجدت قطعة من سيف مطروحة فأخذتها وانكببت على يده فلم أزل أحزها من يده حتى فصلتها عن التكة ثم حللت عقدة أخرى فمد يده اليسرى فقطعتها ثم نحيتها عن التكة ومددت يدي إلى التكة لآخذها وإذا بالأرض ترجف والسماء وإذا بجلبة عظيمة وبكاء ونداء يقول وا ابناه وا حسيناه فصعقت ورميت نفسي بين القتلى فإذا ثلاث نفر وامرأة، وحولهم خلائق وفرق قد امتلأت منهم الأرض والسماء في صور الناس وأجنحة الملائكة وإذا بواحد منهم يقول وا ابناه يا حسين فداك جدك وأبوك وأمك وأخوك وإذا بالحسين قد جلس ورأسه على بدنه وهو يقول لبيك يا جداه يا رسول الله ويا ابتاه يا أمير المؤمنين ويا أماه يا فاطمة ويا أخاه المقتول بالسم قبلي وإذا هم قد جلسوا حوله وفاطمة تقول يا أبي يا رسول الله أتأذن لي حتى آخذ من دم شيبته وأخضب ناصيتي وألقى الله يوم القيامة قال لها افعلي فرأيتهم يأخذون وفاطمة تمسح ناصيتها والنبي وعلي والحسن (عليهم السلام) يمسحون نحورهم وصدورهم وأيديهم إلى المرافق وسمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول فديتك يا حسين فما كان من قطع يدك اليمنى وثنى باليسرى قال يا جداه كان معي جمال صحبني من المدينة وكان ينظر إلى سراويلي ووضوء الصلاة فيتمنى أن يكون له فما منعني أن أدفعها إليه إلا لعلمي أنه صاحب هذا الفعل فلما قتلت خرج يطلبني فوجدني بلا رأس فتفقد سراويلي ورأى التكة وقد كنت عقدتها عقدة صعبة فضرب يده إلى

Bogga 208