104

فأتى رسول من قبل عبيد الله بن زياد (لعنه الله) فألجمه بلجام شريط من نحاس، فهو أول من ألجم بلجام وهو مصلوب حيا فمنعه الكلام فأقبل يشير إلى الناس بيده ويوحي بعينه وحاجبيه ففهم أكثرهم ما يقوله فأمر عبيد الله بن زياد (لعنه الله) بقتله وهو مصلوب على جذع تلك النخلة التي كان يخاطبها إذا مر بها في سبخة الكوفة وكان في جوار عمرو بن حريث

فكان هذا من دلائله (عليه السلام).

وعنه عن محمد بن علي الرازي عن علي بن محمد بن ميمون الخراساني عن علي بن أبي حمزة عن عاصم الخياط عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام) قال: لما أراد أمير المؤمنين (عليه السلام) أن يسير إلى الخوارج إلى النهروان، واستنفر أهل الكوفة وأمرهم أن يعسكروا بالمدائن فتخلف عنه شبث بن ربعي والأشعث بن قيس الكندي، وجرير بن عبد الله النخعي، وعمر بن حريش، وقالوا، يا أمير المؤمنين ائذن لنا أياما حتى نقضي حوائجنا ونصنع ما نريد، ثم نلحق بك فقال لهم:

خدعتموني بشغلكم، سوءا لكم من مشائخ، والله ما كان لكم من حاجة تتخلفون عليها ولكنكم تتخذون سفرة وتخرجون إلى البرية، وتجلسون تنتظرون متنكبون عن الجادة، وتبنطون [تبسطون سفرتكم بين أيديكم وتأكلون من طعامكم، ويمر بكم ضب، فتأمرون غلمانكم، فيصطادونه لكم ويأتونكم به فتخلعون أنفسكم عن مبايعتي، وتبايعون الضب وتجعلونه إمامكم دوني، واعلموا أني سمعت أخي رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول:

ما في الدنيا أقبح وجها منكم لأنكم تجعلون أخا رسول الله إمامكم وتنقضون عهده الذي يأخذه عليكم وتبايعون ضبا وسوف تحشرون يوم القيامة وإمامكم ضب، وهو كما قال الله تعالى: يوم ندعوا كل أناس بإمامهم @HAD@ قالوا: والله يا أمير المؤمنين ما نريد إلا أن نقضي حوائجنا ونلحق بك ونوفي بعهدك، وهو يقول: عليكم الدمار وسوء الديار والله ما يكون إلا ما قلت لكم وما قلت لكم إلا الحق.

Bogga 134