لفظ «غني» بالقياس إلى الباري تعالى لا يعقل إلا المتلبس بالمبدإ كذلك هيئة «مفعل» يمكن أن توضع للأعم من وعاء الفعل ، المتلبس بالوعائية والمنقضي عنه تلك ، غاية الأمر استعمال مثل «مقتل » في المكان المنقضي عنه وعائيته للقتل ممكن وصحيح ، كما أن استعماله في المتلبس ممكن ، ولكن استعماله في زمان القتل لا يمكن إلا في المتلبس ، لعدم تعقل انقضاء فعل القتل وبقاء زمانه.
والمسألة لا تحتاج بعد ذلك إلى مزيد بيان ومئونة برهان ، ولذا لا نتعرض للإشكالات الواردة على دخول اسم الزمان ، والجواب عنها بعد وضوح المطلب.
وهكذا ظهر مما ذكرنا دخول مثل «المتحرك» و «السيال» المسند إلى ذات ينقضي ويتصرم ، كنفس الحركة والزمان ، إذ ليس لهذه الهيئة وضع مخصوص ، ولو فرض ، ليس لخصوص ما كان الذات فيه ينقضي وضع مخصوص ، بل لها وضع عام ، في بعض مصاديقها يعقل بقاء الذات وزوال الوصف ، كالإنسان المتحرك ، وفي بعض آخر لا يعقل ، كالزمان المتحرك.
ثم إن هذا البحث ليس له ثمرة عملية أصلا ، فإن المناط والمتبع في باب الألفاظ هو الظهور العرفي ، وقد مر أنه لا شغل لنا بمعرفة الحقائق وتمييزها عن المجازات ، فلو ثبت الوضع للأعم ، لا ينبغي الريب في انصرافه إلى المتلبس وظهوره فيه ، ضرورة أنه
Bogga 132