موسى إلى بيت المقدس فيسكنها ويجاهد فيها من الجبارين، فأبوا القتال معه وقالوا: اذهب أنت وربك فقاتلا، فغضب موسى ﷺ لذلك فدعا عليهم وقال: ﴿فافرق بَيْنَنَا وَبَيْنَ القوم الفاسقين﴾ [المائدة: ٢٥]، فقال الله ﷿: ﴿قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الأرض﴾ [المائدة: ٢٦]. فندم موسى ﵇ على دعائه عليهم فأوحى الله ﷿ إليه: ﴿فَلاَ تَأْسَ عَلَى القوم الفاسقين﴾ [المائدة: ٢٦] أي لا تحزن. فقالوا: يا موسى، فكيف لنا بالطعام؟ فأنزل الله ﷿ عليهم المن والسلوى. فكان يأتي أحدهم فينظر إلى الطير فإن وجده سمينًا ذبحه، وإلا تركه، فإذا سمن أتاه، فقالوا: هذا الطعام، فأين الشراب؟ فأمر الله ﷿ موسى ﷺ أن يضرب بعصاه الحجر، فانفجرت منه اثنتا عشرة عينًا، لكل سبط عين. فقالوا: فأين الظل؟ فظللهم الله بالغمام فقالوا: فأين اللباس؟ [فجعل الله] ثيابهم تطول معهم كما يطول الصبيان، ولا يتخرق لهم ثوب ولا يتوسخ.
قوله: ﴿مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ﴾.
أي من مشتهيات رزقنا وقيل: من حلاله.