Clifford Leech
في كتابه عن المسرحيات التاريخية لشيكسبير الذي صدر في العام نفسه؛ إذ يقول في صفحة 34 إن القارئ لا يشعر أثناء سير الأحداث أنه يسير في خط محدد نحو «رؤية مركبة
complex » للشخصيات والموقف، أو أنه ينفذ إلى مستويات متزايدة العمل من الدلالة والمعنى. ويبدو، بدلا من ذلك، أن الكاتب يقدم إلينا سلسلة من البدائل في النظر إلى «الشخصيات والمواقف» وأن تنوع الاستجابة للمسرحية مرده عدم إحكام النظرة إلى المادة؛ أي عدم التيقن مما يريد الكاتب توصيله، وهو ما يميز «طريقة» أو «فن» (
manner ) فلتشر.
ويخرج القارئ من قراءة الفصل الخاص بهذه المسرحية في الكتاب المذكور وهو
William Shakespeare,
The Chronicles
بأن ليتش «يتوقع» أو «يطلب» من الكاتب إعلاء شأن قيمة إنسانية محددة دون إفساد المسعى بالتطرق إلى ضعف البشر الذي يحول دون تحقيق تلك الغاية، فهو يشير إلى خيط الفكرة السائدة وهي أن الزمان حول قلب، وأن أمجاد الدنيا زائلة، ويوحي في كتابه بأن هذا «الموضوع» كان يقتضي من الشاعر أن يؤكد الحركة الداخلية في الدراما نحو غاية أسمى، ولكن الكاتب في رأيه يضيع جهوده في تصوير المؤامرات الخسيسة والصغار والأحابيل وخداع النفس. وينتهي من ذلك إلى أن المسرحية «لا تتضمن أي درس سياسي»؛ لأن الشخصيات الخيرة والشريرة تنتهي إلى المصير التعس نفسه! (صفحة 39).
والذي أدهش له أن يخرج الناقد بهذه النتيجة بناء على ما ذكره من أسباب؛ فالمسرحية التاريخية تختلف تعريفا عن المسرحية الخيالية في أنها تخضع للحقائق التي يعرفها الجمهور، وهي تقدم «مادتها» في إطار رؤية تفسيرية للتاريخ، وكل تاريخ لا يعدو أن يكون تفسيرا، والتفسير الذي يقدمه شيكسبير هنا، مهما تكن إضافات فلتشر أو تدخلاته: هو انهيار «النظام القديم» حسبما يسميه الأستاذ جيفري بولو
Geoffrey Bullough
Bog aan la aqoon