Noloshayda Qaaliga ah

Nahla Darbi d. 1450 AH
81

Noloshayda Qaaliga ah

حياتي العزيزة

Noocyada

لقد تفهمت ما قالته، لكني لم أهتم أن أقول لها إنه حتى الآن لم ترد أنباء بأن هناك مجاعة في غانا.

وعلى أية حال لم أرسل لوالدي أية خطابات إلا في الشهر الأول فقط، وكانت مليئة بالوصف الساخر والشكوى؛ أما الآن فقد أصبح الوضع أكثر تعقيدا بدرجة يصعب شرحها.

بعد حوارنا عن الموسيقى، أضحى تعامل العم جاسبر معي أكثر احتراما؛ فقد كان يستمع لآرائي عن الرعاية الصحية التي تقدمها الحكومة كما لو أنها آرائي وليست مستقاة من آراء والدي. وقال ذات مرة إنه من دواعي سروره أن يجد شخصية ذكية مثلي يتجاذب معها الحديث أثناء تناول الطعام، وقد وافقته خالتي الرأي، لمجرد أن تبدو شخصية لطيفة، لكن عندما ضحك بطريقة غريبة، احمر وجهها خجلا. كانت معاملته لها قاسية في تلك الفترة، لكن بحلول عيد الحب كان قد سامحها، وتلقت منه هدية وهي عقد من عقيق الهيلوتروب، مما جعلها تبتسم وتتنحى جانبا لتذرف في نفس الوقت دموعا تنم عن ارتياحها. •••

إن شحوب وجه مونا الشديد، وبروز عظامها التي لم ينجح ثوبها الفضي في إخفائه؛ ربما كانا من علامات مرضها. لقد أعلنت الجريدة المحلية عن موتها في ذلك الربيع مع ذكر للحفل الموسيقي الذي قدمته في مبنى البلدية. أعادت جريدة تورونتو نشر النعي الخاص بها بجانب لمحة عن مسار حياتها بدت ملائمة لتعزيز مكانتها، إن لم تكن جيدة جدا. وعبر العم جاسبر عن دهشته، لكن ليس حيال موتها، إنما لأنها كانت ستدفن في تورونتو. ستقام مراسم الجنازة والدفن في كنيسة هوزاناس التي تقع على بعد أميال قليلة من شمال بلدته؛ أي في الريف. لقد كانت كنيسة العائلة عندما كان العم جاسبر ومونا/مود صغيرين، وكانت كنيسة أنجليكانية. كان العم جاسبر والخالة دون من رعايا الكنيسة المتحدة آنئذ، كما كان يفعل معظم الموسرين في البلدة حينها، وكان رعايا تلك الكنيسة متشددين في معتقداتهم، لكنهم لم يعتقدوا أنه ينبغي عليهم أن يذهبوا للكنيسة كل أحد، وكانوا لا يرون أن الرب يغضب من تناول أحدهم كأسا من الخمر بين الحين والآخر. (كانت برنيس، الخادمة، تذهب إلى كنيسة أخرى وتعزف على آلة الأرغن هناك، وكانت رعايا تلك الكنيسة صغار العدد وغريبي الأطوار؛ فقد كانوا يتركون منشورات عند أبواب المنازل في البلدة، وكانت تضم قوائم بأسماء الأشخاص الذين سيذهبون إلى الجحيم، الذين لم يكونوا من الأشخاص العاديين، إنما من الأشخاص المعروفين مثل رئيس الوزراء بيير ترودو.)

قال العم جاسبر: «إن كنيسة هوزاناس لم تعد تقيم أي طقوس دينية، فما الجدوى من إحضارها إلى هنا؟ فلا أعتقد حتى أن ذلك مسموح به.»

لكن اتضح أن الكنيسة قد فتحت أبوابها لممارسة كل الطقوس الدينية؛ فالأشخاص الذين كانوا يترددون عليها في شبابهم كانوا يفضلون الذهاب إليها لإقامة مراسم الجنازات، وفي بعض الأحيان كانوا يزوجون أولادهم فيها. كانت بحالة جيدة من الداخل، بفضل هبة بمبلغ كبير أوصى بها أحد رعاياها لتطويرها، وكانت وسائل التدفئة بها عصرية. •••

وصلنا أنا والخالة دون إلى هناك بسيارتها، وكان العم جاسبر مشغولا حتى آخر لحظة.

لم أحضر من قبل أي جنازات؛ فلم يكن أبواي يعتقدان أن الطفل بحاجة إلى أن يمر بتجربة كهذه، حتى إن كان يشار إليها - حسبما أتذكر - في محيط معارفهم بتأبين الميت.

لم تتشح الخالة دون بالسواد ، كما كنت أتوقع، وإنما كانت ترتدي بذلة من اللون الأرجواني الفاتح الهادئ، وسترة من جلد الحمل الفارسي، وقبعة صغيرة مستديرة تماثلها. كانت تبدو جميلة للغاية، وبدا أن معنوياتها كانت مرتفعة بدرجة لم تستطع إخفاءها.

لقد انتهت من مشكلة كانت تؤرقها؛ الخلاف الذي كان بينها وبين العم جاسبر؛ وهذا الأمر جعلها تشعر بالسعادة.

Bog aan la aqoon