لكنه قال بهدوء: «هل تعتقدين أنني سأشتري بندقية وأذهب لأصوب النار على ذئبة أم مسكينة ربما لديها مجموعة من الصغار بالخلف في الدغل، وكل ما تفعله هو محاولة حمايتها، تماما مثلما تفعلين أنت مع صغارك.»
قالت كارو: «هما اثنان فقط؛ فهي تنجب اثنين في كل مرة.» «حسنا، حسنا. إنني أتحدث إلى أمك.» «لكنك لست متأكدا من ذلك؛ فأنت لا تدري إن كان لديها صغار جائعون أو شيء من هذا القبيل.»
لم أتخيل مطلقا أنها يمكنها أن تتحدث إليه على هذا النحو.
قال: «هوني عليك، هوني عليك. ولنفكر في الأمر قليلا. إن البنادق أشياء مفزعة، وإذا ذهبت وحصلت على بندقية، فماذا عساي أن أقول إذن؟ أقول إن حرب فيتنام كانت خطوة صحيحة؟ وإنني ربما أذهب إلى فيتنام؟» «إنك لست أمريكيا.» «إنك بالطبع لا تريدين أن تثيري حفيظتي.»
هذا بالتقريب ما دار بينهما من حوار، وانتهى الأمر بعدم ذهاب نيل لشراء بندقية، ولم نر الذئب قط مرة أخرى، هذا إن كان ذئبا حقا، وأعتقد أن أمي توقفت عن الذهاب لإحضار البريد، لكن ربما كان هذا بسبب زيادة حجمها بدرجة لا تشعرها بالراحة في القيام بذلك على أية حال.
قلت الثلوج على نحو كبير، لكن الأشجار كانت لا تزال دون أوراق، وكانت أمي تأمر كارو بارتداء معطفها في الصباح، لكنها كانت تعود إلى المنزل بعد انتهاء اليوم الدراسي وهي تجره خلفها.
قالت أمي إنها ستضع توءما، لكن الطبيب قال إن هذا ليس صحيحا.
قال نيل مؤيدا فكرة التوءم: «إنه شيء رائع. رائع. الأطباء لا يعرفون شيئا.»
امتلأت الحفرة عن آخرها بالثلج الذائب وماء الأمطار؛ لذا كان يتعين على كارو أن تسير حولها بحذر وهي في طريقها لتستقل حافلة المدرسة. لقد كانت تبدو كبحيرة صغيرة ساكنة تتلألأ أسفل السماء الصافية، وتساءلت كارو - لكن دون الكثير من الأمل - إن كان يمكننا أن نلهو فيها.
حذرتها أمي من أن تفقد صوابها، وقالت: «لا بد أنها على عمق عشرين قدما.»
Bog aan la aqoon