قال: «ليس ثمة داع لكل تلك التفسيرات.» ثم استدار مبتعدا.
ثم استدار نحوي مرة أخرى فيما يشبه الاعتذار الفاتر.
وقال: «يمكننا التحدث بشأن هذا في وقت لاحق.»
كنت أعتقد أن هذا الوقت لن يأتي مطلقا، وكان من الواضح أنه يراني شخصا أحمق يثير الإزعاج.
ثم علمت فيما بعد من الممرضات المساعدات أثناء وقت الغداء أن هناك طفلا توفي أثناء إجراء جراحة له هذا الصباح؛ لذا اتضح لي أنه لم يكن لغضبي أي مبرر؛ ولهذا السبب شعرت أني كنت أتسم حقا بالحماقة والغباء. •••
لم أكن أؤدي أي عمل في فترة ما بعد الظهيرة كل يوم، وكان تلاميذي يذهبون للنوم في تلك الفترة، وكنت أنا أميل لفعل نفس الشيء في بعض الأحيان. كانت حجرتي باردة، بل بدا كل جزء في المبنى باردا، أكثر برودة من شقتي التي في طريق أفنيو، بالرغم من أن جدي وجدتي كانا يشغلان جهاز التدفئة على درجة أقل، بدافع التوفير من أجل إعلان المصلحة الوطنية. كانت الأغطية خفيفة؛ وبالقطع يحتاج من يعاني من مرض السل غطاء ثقيلا أكثر.
لكني لم أكن أعاني بالقطع من السل، ومن ثم كانوا يبخلون في تقديم الكثير من الأشياء لأناس مثلي.
كان النعاس يغالبني لكني لم أستطع النوم؛ ففي الطابق الأعلى كنت أسمع الأصوات المزعجة للأسرة المتحركة وهم ينقلونها إلى الشرفات المفتوحة حتى يتعرض الأطفال لهواء فترة ما بعد الظهيرة البارد .
أما المبنى والأشجار والبحيرة فلم تبد لي ثانية كما رأيتها في أول يوم لي في هذا المكان، حينما أسرني غموضها وخلفت أثرا بالغا في نفسي حينها؛ ففي ذلك اليوم شعرت بأنني غير مرئية، أما الآن فبدا لي أن الأمر لم يكن حقيقيا قط. «ها هي المعلمة. ما الذي تتطلع إليه؟» «إنها تنظر صوب البحيرة.» «لم؟» «لا يوجد شيء أفضل لتفعله.» «بعض الأشخاص محظوظون.» •••
ذات مرة أغفلت وجبة الغداء، بالرغم من أنها جزء مما أتقاضاه من راتبي. ذهبت إلى أمندسون، حيث تناولت الطعام في مقهى هناك. كانت القهوة المقدمة بديل القهوة بوستم، وأفضل ما لديهم من سندوتشات هو السلمون المعلب، إن تواجد بالأساس، أما سلطة الدجاج فكان ينبغي تفحصها جيدا خشية أن يكون بها شيء من الجلد والعظام، ومع هذا فقد شعرت براحة أكبر في هذا المكان حيث لا يمكن لأحد أن يعرف من أنا.
Bog aan la aqoon