وإن محمدا الصديق لإنسان في الذروة من عظمة الإنسانية.
وإن محمدا رب الأسرة لفي الذروة من رفق الإنسانية.
وإن محمدا المنتقم لفي الذروة من بأس الإنسانية، وعدل الإنسانية والرحمة بالإنسانية.
وإن محمدا السيد لفي الذروة من بطولة الإنسانية.
وإن محمدا الأب قد عرف ضعف الإنسان فبكى بكاء الإنسان، فكان في موضع ضعفه نعم الأب الإنسان، ونعم النبي المرسل في آن.
بكى وهو يحمل جثة وليده الصغير إبراهيم على يديه، ونظر إلى الجبل فقال: «يا جبل! لو كان بك مثل ما بي لهدك، ولكن إنا لله وإنا إليه راجعون.»
وكان النبي الصادق الأمين أقرب ما يكون يومئذ من الإنسان الباكي الحزين، فلما انكسفت الشمس وقيل: إنها انكسفت لموت إبراهيم، أبت النبوة على الأب أن يبلغ بالبنوة هذا المبلغ في سورة الوجد عليها، فقال الأب الذي انكسفت الشمس حقا في عينيه: «كلا، إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا تخسفان لموت أحد ولا حياته.»
بهذا الحزن الصادق وهذا الصدق الحزين استحق الإنسان محمد بمشيئة الله أن يصبح رسوله إلى الناس: و
الله أعلم حيث يجعل رسالته (الأنعام: 124)، كما قال عز من قال.
ومحمد الإنسان هو الذي استحق كرامة النبوة، فصنع في تاريخ الكون ما لم يصنعه قط إنسان سواه: أربعمائة ألف ألف من بني الإنسان هم اليوم في مشارق الأرض ومغاربها يقرنون اسمه باسم خالق الأرض والسماء كل صباح ومساء: لا إله إلا الله، محمد رسول الله.
Bog aan la aqoon