232

وقال:

إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم .

33

ومثل هذا في القرآن كثير. وهو صريح في الدلالة على أن إرادة الإنسان وعمله هما مصدر مثوبته وعقابه. وقد حض الله الناس أن يسعوا في مناكب الأرض وأن يأكلوا من رزقه، وأمرهم بالجهاد في سبيله بآيات قوية غاية القوة تلوت شيئا منها في أثناء هذا الكتاب. وهذا لا يتفق وما يقوله إيرفنج وما يقول بعض رجال الغرب من أن الإسلام دين تواكل وقعود، وأنه يعلم أهله أنهم لا يملكون لأنفسهم بعملهم نفعا ولا ضرا، فلا فائدة لهم من السعي والإرادة؛ لأن السعي والإرادة معلقان بمشيئة الله؛ فإذا سعينا وكان مقدرا ألا يثمر سعينا لم يثمر، وإذا لم نسع وكان مقدرا أن نصبح أغنياء أو أقوياء أو مؤمنين أصبحنا كذلك من غير سعي ولا عمل. فالآيات التي قدمنا تناقض هذا الرأي وتنفيه.

ألم يعتمد هؤلاء الذين ينسبون تواكل المسلمين في هذه العصور الأخيرة إلى دينهم على ما جاء في القرآن من آيات القدر، كقوله تعالى:

وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله كتابا مؤجلا .

34

وكقوله:

ولكل أمة أجل فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون .

35

Bog aan la aqoon