واتصل الحديث وعادت المفاوضات بين الفريقين كرة أخرى. وأوفدت قريش سهيل بن عمرو وقالوا له: ائت محمدا فصالحه، ولا يكن في صلحه إلا أن يرجع عنا عامه هذا. فوالله لا تحدث العرب عنا أنه دخلها علينا عنوة أبدا. فلما انتهى سهيل إلى الرسول جرت محادثات طويلة للصلح وشروطه كانت تنقطع في بعض الأحيان، ثم يعيد اتصالها حرص الجانبين على النجاح. وكان المسلمون من حول النبي يسمعون أمر هذه المحادثات ويضيق بعضهم بأمرها صبرا، لتشدد سهيل في مسائل يتساهل النبي في قولها. ولولا ثقة المسلمين المطلقة بنبيهم، ولولا إيمانهم به، لما ارتضوا ما تم الاتفاق عليه، ولقاتلوا ليدخلوا مكة أو لتكون الأخرى. فقد ذهب عمر بن الخطاب في أعقاب المحادثات إلى أبي بكر ودار بينهما الحديث الآتي:
عمر :
أبا بكر، أليس برسول الله؟!
أبو بكر :
بلى؟!
عمر :
أولسنا بالمسلمين؟!
أبو بكر :
بلى!
عمر :
Bog aan la aqoon