Nolosha Masiixa: Taariikhda iyo Daahfurka Casriga ah
حياة المسيح: في التاريخ وكشوف العصر الحديث
Noocyada
ونحن لم نتعرض للمعجزات التي وردت في الأناجيل؛ لأن تفسير الحوادث منساق لنا بغيرها، فليس في الأناجيل أن معجزات الميلاد حملت أحدا على الإيمان بالرسالة المسيحية بعد قيام السيد المسيح بالدعوة، وكثيرا ما نقرأ فيها أن المعجزة لا تقنع المكابر، وأن الجيل الشرير يطلب الآية ولا يعطاها، وأن المنكرين كانوا يعجبون لما يرونه أحيانا، ولكنهم كانوا يزعمون أنه من فعل الشيطان، بل كان من أسباب التعجيل بمصادرة المسيح أنه، كما قال الكهنة، يصنع كثيرا من المعجزات.
وبعد، فمن الحق أن نقول: إن معجزة المسيح الكبرى هي هذه المعجزة التاريخية التي بقيت على الزمن، ولم تنقض بانقضاء أيامها في عصر الميلاد: رجل ينشأ في بيت نجار في قرية خاملة بين شعب مقهور، يفتح بالكلمة دولا تضيع في أطوائها دولة الرومان، ولا ينقضي عليه من الزمن في إنجاز هذه الفتوح ما قضاه الجبابرة في ضم إقليم واحد، قد يخضع إلى حين، ثم يتمرد ويخلع النير، ولا يخضع كما خضع الناس للكلمة بالقلوب والأجسام.
شراح الأناجيل
عني الشراح الإنجيليون عناية دقيقة مضنية بترتيب الحوادث في سيرة السيد المسيح - عليه السلام - كما تستمد من روايات الأناجيل، ولكنهم لم يصلوا إلى ترتيب متفق عليه؛ لأن سياق الحوادث مختلف في الأناجيل الأربعة، وبعض الأناجيل قد سجلت ما سمعه كتابها في أوقات متفرقة حسبما عرض لهم من مناسبات الرواية لا حسب تسلسل الأزمنة التي وقعت فيها الحوادث، فلم يتفق ترتيب الكتابة، وترتيب الحدوث.
على أن حوادث السيرة فيها ما يظهر منه أنه مقدمات، وما يظهر منه أنه نتائج لاحقة لتلك المقدمات، فإذا حسبنا بعضها نتيجة لبعض على حسب المعقول من آثار الحوادث، أمكن على الترجيح متابعة السيرة المسيحية في خطوطها الكبرى، ولا يضيرنا بعد استقامة هذه الخطوط أن تختلف أوضاع الحوادث التي يمكن أن تضاف إلى كل فترة دون أن يتغير سياق السيرة كله، أو يتغير جوهر الموضوع الذي تدور الحوادث عليه.
كان لقاء المسيح ليوحنا المعمدان مفرق الطريق في السيرة المسيحية.
ولم تذكر لنا الأناجيل من أخبار نشأة المسيح - عليه السلام - قبل ذلك اللقاء غير حادثتين اثنتين، إحداهما حادثة السفر إلى مصر وهو رضيع، والأخرى حادثة السفر إلى بيت المقدس وهو في الثانية عشرة من عمره.
روى الحادثة الأولى إنجيل متى فقال: «إن ملاك الرب ظهر ليوسف في حلم قائلا: قم وخذ الصبي وأمه واهرب إلى مصر؛ لأن هيرود مزمع أن يطلب الصبي ليهلكه. فقام وأخذ الصبي وأمه ليلا وانصرف إلى مصر، وبقي فيها إلى وفاة هيرود.» ثم قال: «وقتل هيرودس جميع الصبيان الذين في بيت لحم وتخومها من ابن سنتين فما دونهما.»
ولم يذكر خبر هذه المذبحة في غير إنجيل متى، ولا يعرف الآن سبب وجود الأسرة في بيت لحم - وهي من الناصرة - لأن الإحصاء الذي أشار إليه إنجيل لوقا وقال إنه سبب انتقال كل أسرة إلى منيتها قد تقرر في السنة السادسة للميلاد، وحدثت من جرائه ثورة عنيفة على عهد والي سورية كرينيوس.
أما الإنجيل الذي توسع في وصف طفولة السيد المسيح فهو إنجيل لوقا الذي روى أخبار ختانه وتسميته والسفر به إلى بيت المقدس: «فلما تمت ثمانية أيام ليختنوا الصبي سمي يسوع.» وتمت أيام التطهير حسب الشريعة الموسوية «فصعدوا به إلى أورشليم ليقدموه للرب، ويقدموا ذبيحة: زوج يمام، أو فرخي حمام»، وهي القربان المقبول من الفقراء.
Bog aan la aqoon