Nolosha Masiixa: Taariikhda iyo Daahfurka Casriga ah
حياة المسيح: في التاريخ وكشوف العصر الحديث
Noocyada
إنك منحتنا السلطان قديما، وليس لك أن تسترده، وليس في عزمنا أن ننزل عنه، فدع هذا الإنسان لنا، وارجع من حيث أتيت، وإلا أسلمناك لهذا الإنسان غدا، وسلطناه عليك وحاسبناك بآياتك، وأخذناك بمعجزاتك، ولترين غدا هذا الشعب الذي لثم قدميك اليوم مقبلا علينا مبتهلا لنا أن نخلصه منك، وأن ندينك كما ندين الضحايا من المعذبين والمحرومين.
قال «إيفان كرامزوف» بطل الرواية التي تتخيل هذا الملتقى وهذا الحوار: «إن السيد المسيح لم ينبس بكلمة، ولم يقابل هذا الوعيد وهذا العداء بعبوس أو ازورار، وتقدم إلى المفتش الأعظم - وهو شيخ فان في التسعين - فلثم شفتيه وخرج إلى ظلام المدينة وغاب عن الأنظار.»
خلاصة ما تخيله الكاتب العظيم في خطاب طويل مملوء بحكمة الحياة كما يراها الحكماء، من الطرف الآخر الذي يقابل الحكمة المسيحية؛ حكمة الرسول الكريم.
ولا نحسب أن الخيال في هذا الخطاب العجيب بعيد من الحقيقة، ولا نستبعد ما قاله المفتش الأعظم حين أنذر الرسول الكريم أن يسلمه لمن يثور عليه، ويصب عليه الويل والغضب، بعد أن أحاط به، ولثم قدميه، وتوسل إليه.
كلا، إن الخيال في ذلك الخطاب العجيب غير بعيد من الحقيقة، وأقرب شيء إلى طبائع الناس أن يصنعوا ذلك الصنيع، وأن يتبعوا المفتش الأعظم في نقمته على الرسول الكريم.
وأقرب شيء أن يكون - لو عاد السيد المسيح إلى الأرض - أن ينكر الكثير مما يعمل اليوم باسمه، وأن يجد بين أتباعه كتبة وفريسيين ينعى عليهم الرياء، ويعلمهم من جديد أن السبت للإنسان، وليس الإنسان للسبت، وأن العبرة بما في الضمائر لا بما تفوه به الألسن، ويبدو على الوجوه، وأن الوحي الحي في طوية الإنسان لا في طوايا الكتب والأوراق.
أقرب شيء أن يكون أن ينعى على الناس ما نعاه قبل ألف وتسعمائة سنة، وأن يجد إنسان اليوم كإنسان الأمس في شروره وعداوته، وفي نفاقه وشقاقه، وفي إعراضه عن اللباب وإقباله على القشور، وفي استعلائه بالتقوى حين يتقي، ولجاجه في الجحود والعدوان حين يجحد ويعتدي خمرا جديدة في زق قديم.
ذلك أقرب شيء أن يكون.
وأقرب شيء أن يقال إذا طاف بالخاطر ذلك الخيال، أن يردد اللسان قول أبي العلاء:
تعب غير نافع واجتهاد
Bog aan la aqoon