قَالَ أرسطاليس: أعجب الْأَشْيَاء مَا لم يعرف سَببه. وَقَالَ الآخر: بل أعجب الْأَشْيَاء الْجَهْل بعلة الشَّيْء. فعلى قياد مَا قَالَ أُولَئِكَ كل شَيْء عجب. وعَلى مَا وضع مَا قَالَ هَذَا الْحَكِيم كل مَجْهُول سَببه فَهُوَ عجب كَانَ ذَلِك من الحقير أَو من النفيس. وَقَالَ آخر: أعجب الْأَشْيَاء الرزق فَإِن مناطه بعيد وغوره عميق وَالْعقل مَعَ شرفه فِيهِ جيران والعاقل مَعَ اجْتِهَاده سَكرَان. وَقَالَ آخر: لَا عجب. فَمَا هَذَا التَّفَاوُت والتباين وَلَيْسَ فِي الْحق اخْتِلَاف وَلَا فِي الْبَاطِل ائتلاف وعَلى ذكر الْحق وَالْبَاطِل مَا الْحق وَالْبَاطِل وينتظم فِي هَذَا الْفَصْل. قَالَ بعض الْأَوَّلين: أعجب الْأَشْيَاء إكداء الوافر ومنال الْعَاجِز. وَقَالَ آخر من الصُّوفِيَّة: وشاهدته وناظرته واستفدت مِنْهُ أعجب الْأَشْيَاء بعيد لَا يجْحَد وَقَرِيب لَا يشْهد وَهُوَ الْحق الْأَحَد.
1 / 83