Hawamil Wa Shawamil

Miskawayh d. 421 AH
182

Hawamil Wa Shawamil

الهوامل والشوامل

Baare

سيد كسروي

Daabacaha

دار الكتب العلمية

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٤٢٢هـ - ٢٠٠١م

Goobta Daabacaadda

بيروت / لبنان

وَإِلَى هَذَا الْمَعْنى أَشَارَ الشَّاعِر بقوله: وَإِذا حذرت من الْأُمُور مُقَدرا وهربت مِنْهُ فنحوه تتَوَجَّه فَأَما المسترسل إِلَى ذَلِك الراضي بِهِ فَإِنَّهُ موقى مِمَّا هُوَ غير مقضي وَلَا هُوَ بمصيب لَهُ وَإِن لم يتوقه كَمَا قَالَ الشَّاعِر فِيمَن كَانَ بِغَيْر هَذِه الصّفة: حذرا أمورًا لَا تكون وخائف مَا لَيْسَ منجيه من الأقدار. ويتصل بِهَذَا الْبَاب شرح مَا يجب أَن يتوقى وَمَا يجب أَلا يتوقي أَعنِي بذلك مَا يُغني فِيهِ الْفِكر والروية وَمَا لَا يُغني فِيهِ. وَإِذا مر مَا يَقْتَضِيهِ من الْكَلَام استقصيته إِن شَاءَ الله. مَسْأَلَة مَا يُصِيب الْإِنْسَان من قرينه فِي خَيره وشره؟ وَكَيف صَار يُؤثر الشرير فِي الْخَيْر أسْرع مِمَّا يُؤثر الْخَيْر فِي الشرير وَمَا فَائِدَة النَّفس فِي الْمُقَارنَة. الْجَواب: قَالَ أَبُو عَليّ مسكويه ﵀: ينَال القرين من قرينه الِاقْتِدَاء والتشبه وكما أَن كل متجاورين من الْأَشْيَاء الطبيعية لَا بُد أَن يُؤثر أَحدهمَا فِي الآخر فَكَذَلِك حَال النَّفس وَذَاكَ أَن الطبيعة متشبهة بِالنَّفسِ لِأَنَّهَا شَبيهَة بِظِل النَّفس وَمن شَأْن الشَّيْء الْأَقْوَى فِي الطبيعة أَن يحِيل الأضعف إِلَى نَفسه ويشبهه بِذَاتِهِ كَمَا تَجِد ذَلِك فِي الْحَار والبارد وَالرّطب واليابس وَلأَجل تَأْثِير المجاور فِي مجاوره حدثت الْأَمْرَاض فِي الْبدن وبسببه عولج بالأدوية. وَلما كَانَت النَّفس الَّتِي فِينَا هيولانية صَار الشَّرّ لَهَا طباعًا وَالْخَيْر تكلفًا وتعلما فاحتجنا - معاشر الْبشر - أَن نتعب بِالْخَيرِ حَتَّى تستفيده ونقتنيه ثمَّ لَيْسَ يكفينا تَحْصِيل صورته حَتَّى نألفه ونتعوده ونكرر زَمَانا طَويلا

1 / 213