============================================================
وقد كان من قبلنا من الملوك يستبعد مداها ويناديها فلا يجيب إلا بالصد والإعراض صداها ويسائل النجوم عن حالها(1) ، فتحيل في الجواب على النسور المهومة الاا و نستشير أولي الرأي في حصرها فلا يسمع إلا الأقوال المتلونة والآراء المتلومة .ا وما زلنا نصل السرى بالسير، ونرسل الأعنة إلى نحوها فتميل(2) الجياد أعناقها اليها مدا ينقطع بين قوتها وقوته السير، واستقبلنا من جبالها كل صعب المرتقى وعر المنتقى شاهق لا يلقى به مسلك، ولا يلتقي. فما زالت العزايم الشريفة تسهل حزونه والشكايم تفخر(2) بوقع السنابك على حجارته عيونه، والجياد المطهمة ترتقي مع امتطاء متونها بدروع الحديد متونه، فلما أشرف عليها منا أشرف سلطان جعل جبلها دكا وحاصرناها حصارا لحقها بعكا وأخواتها، وإن كانت أحصن من عكا، ونصبنا عليها مجانيق تنقض حجارتها انقضاض النسور، وتقتنص الأرواح من الاجسام وإن ضرب بينها وبينهم بسور، وتفترس ابراجها بصقور صخورها(4) افتراس الأسد الهصور. هذا والنقوب تسري في بدناتها سريان الخيال وإن كانت جفونها المسهدة وعمدها الممددة، وحفظتها المجيدة(5)، ورواسيه على/112/ جبل الغرات موطدة، وقد خندقوا عليها خندقا جرت فيه الغرات من جانب النهر المسمى مرزبان من جانب(1)، ووضعها واضعها على رأس جبل تزاحم الجوزاء بالمناكب وسفح صرحها الممرد فكأنه عرش لها على الماء وارد، أرمقها(7) طرف رآها(8) اشتبهت عليه بأنجم السماء، وما زالت المضايقة تقص(9) من جبلها أطرافه، وتستدر بحلبها(10) أحلافه (11)، وتقطع بمسائل جلاد معاولها وجدالها خلافه، وتورد عليها من سهامها كل إيراد لا يحارب(12) إلا بالتسليم، ويقضي عليها بكل حكم لا يقابل ثبوته(13) إلا بالتحكيم.
ولما أذن الله بالفتح الذي أغلق على الأرمن والتتار أبواب الصواب، والمنح الذي أضفى على أهل الإيمان من المجاهدين أثواب الثواب، فتحت هذه القلعة (1) في تاريخ السلاطين : "ويسائل النسيم عن جبالها" .
(3) في تاريخ السلاطين : "تفجر" .
(2) في تاريخ السلاطين : "فتمد" .
(4) في تاريخ السلاطين: "صخور" .
(5) في تاريخ السلاطين : "المجندة" .
(6) في تاريخ السلاطين: "جرت فيه الفراة من جانب ونهر مرزبان من جانب" .
(7) في تاريخ السلاطين : "وإذا رمقها". (8) في تاريخ السلاطين: "رائيها" .
(9) في تاريخ السلاطين : "تعض" .
(10) في تاريخ السلاطين : "بحبلها" .
(11) في تاريخ السلاطين: "أخلافه" .
(12) في تاريخ السلاطين : "يجاوب" .
(13) في تاريخ السلاطين: "بيوته" .
Bogga 96