277

Dhacdooyinka Waqtiga

Noocyada

============================================================

وهطول المطر بالشام] وأما أهل دمشق المحروسة، فإنه تأخر المطر بها(1) كما تقدم ذكره، فأشار قاضي القضاة بدر الدين بن جماعة بقراءة صحيح البخاري تحت النسر بالجامع، وطلب الشيخ شرف الدين الفزاري ليقرأه ليحصل التبرك بذلك بسبب القحط، وتأخر المطر، وذلك يوم الأحد تاسع صفر، لينزل الله رحمته ويحيي البلاد والعباد، فقرر الميعاد للغد، فأنزل الله تعالى المطر تلك الليلة قبل الشروع في القراءة بحضور قاضي القضاة بدر الدين وجماعة كبيرة من المشايخ والناس، وحضر جمعا كثيرا(12) من أهل دمشق، وصلت الغرارة بدمشق إلى مائة [و](2) خمسة وأربعين درهما، وأبيع الخبز رطل ووقية بدرهم، واللحم بأربعة دراهم. ولطف الله تعالى بأهل دمشق فوقع أيضا مطر يوم السبت ثاني عشرين صفر، وكان آخر يوم من كانون الأول. واستمر ليلة الأحد/ 336/ ويوم الأحد، وبعض ليلة الإثنين، واستبشر الناس بذلك إلى غاية، وعاد خوفهم من بعد ذلك أمنا. ثم جاء من بعد ثلج كثير من مستهل ربيع الأول، وزادت الأنهار بالماء الكافوري، وجرت أودية حوران، ودارت أرحيتها .

ثم ارتفع السعر ووصلت الغرارة القمح بدمشق في ربيع الآخر إلى مائة [و خمسة وستين درهما، ومع هذا فالناس مستبشرون بسبب ما حصل من المطر، لكن تحصيل الكسرة على الفقراء عسير، وأمرهم شديد.

م تزايد السعر في جمادى الآخر فوصلت الغرارة القمح إلى مائتي درهم والشعير زاد على المائة درهم، وأبيع الخبز عشرة أواق بدرهم.

ووصلت الأخبار أن الغلاء كان بالحجاز، وأن غرارة الشعير أبيعت بالمدينة النبوية بسبع مائة درهم، وغرارة القمح بألف درهم، والله لطيف بعباده. وبمكة المعظمة بألف ومايتي درهم.

وحصل بدمشق مطر كثير، وذلك يوم الأحد ثاني عشر جمادى الآخر بعد صلاة الظهر، وحصل بسببه رخص في أمر الغلة، وانحط السعر من مائتي درهم إلى مائة درهم، وغرارة الشعير إلى أربعين درهما .

وكذلك وصلت الأخبار إلى دمشق في شهر رجب أن السعر انحط ورخص المح والشعير بالديار المصرية، وأن الإردب أبيع بخمسة وثلاثين درهما، والشعيرا/ 337/ بخمسة وعشرين، وأن جميع الأصناف رخصت غير أن الفناء والوباء والموت كثير، نسأل الله العافية.

(1) خبر المطر في : المقتفي 1/ ورقة 233 ب .

(2) الصواب: "وحضر جمع كثير" .

(3) إضافة على الأصل.

Bogga 276