============================================================
أقدم تسلم الوزارة"، فقدم وتولى على ما فصلناه، وعامل الأمراء وأرباب الدولة وأعيانها بالحمق والكبرياء والترفع والاحتجاب عن الناس، وأول ما آذى وعزل تقي ا الدين توبة . وكذلك كان يؤذي ابن عبد الظاهر، وهما كانا السبب في تقريبه ووصلته إلى مخدومه.
وقد نظم بعض فضلاء الديار المصرية لما كتب تقليده يقول: نبه(1) يا وزير الملك واعلم بأنك قد وطفت على الأفاعي وكن بالله في حذر فإني أخاف عليك لذعات "الشجاعي"(2) فقيل لناظمها: ومن هم الأفاعي؟ .
فقال: الكتبة وأرباب الأقلام.
فخالف أمر الوصية.
وكان هلاكه على يد الشجاعي من عجيب الاتفاق لأن الفأل موكل بالمنطق .ا وكان له المنزلة والمكانة العلية من مخدومه. فبهذا السبب شمخ وما عاد/ 252/ أفكر في أحد.
وهذا شبيه بالفلك المسيري، كان يركب بين الكامل والأشرف، فحضر بعض الأيام الموكب، ووصل إلى باب السر الذي لقلعة دمشق، فرسم له الكامل بالدخول معه راكبا، فدخل الأشرف نزل بعده، والتفت إلى الكامل وقال: يا خوند ما بقيت بعدها أخاف كيف أموت. فضحك منه، وقال للأشرف: اصفع الفلك، وكذي(2) ابن السلعوس لعلو رثبته عند مخدومه ما أفكر في أي موتة يموتها.ا وكان أولا كثير الصوم والصدقة، عفيفا عن المحارم، عدلا، أمينا، رحمه الله .
حكى لي الموفق بن السقاعي قال: حكى لي شخص من أهل دمشق، قال : خرجت في وقت دفن شمس الدين بن السلعوس بالقرب من القرافة، فدفن وقعدت بعيدا من القبر، وإذا بزين الدين بن حنا قد حضر راكب(4) بغلته، ولما يكن معه أحد، فسألني عن قبر الصاحب شمس الدين، فعرفته، فترحم عليه ، ومسك عنان بغلته، وصلى، وتوجه، وإذا بعده بمملوكين سائقين خيلهم(5 (1) في تالي وفيات الأعيان: "تبصر" .
(2) ورد في تالي كتاب وفيات الأعيان 153 وإن تك سالما منهم فإني أخاف عليك من لذع "الشجاعي (4) الصواب: "راكبا".
(5) الصواب: "خيلهما".
Bogga 206