============================================================
ما نصنع نسافر الآن أو نتأخر إلى غد؟ فقال له: الآن نسافر. فأحضر متولي البلدا وقال له : أريد الخروج لزيارة الشيخ محمد القباري، وكان المتولي قد علم أيضا فأمر بفتح باب البلد، وخرج معه وقال: إن أراد الصاحب أن أرسل معه من يخفره الى القاهرة فعلت: فلم يرا(1) الصاحب أن يظهر له ذلك، بل قال: أنا الآن قاصد زيارة القباري. فرجع الوالي.
فانتقل الصاحب إلى القاهرة، ووصل مسافات بالمقس بزاوية الشيخ جمال الدين بن الظاهري، ولم ينم معظم الليل.
واستشار الشيخ جمال الدين : هل هو يختفي أو يظهر لهم، فلم يشير(2) عليه بشيئا(3) . وقال: هذه الأمور أنا قليل الخبرة بها . وعاد استشار غيره، فأشار عليه بالإختفا، فقال : هذا لا نفعله لو فعله عامل من عمالنا كان قبيحا، ودخل بكرة من الزاوية راكبا من باب القنطرة إلى داره كأنه لم يتغير عليه شيئا(4) .ا وحضر إليه النظار الأكابر مثل الصاحب تاج الدين ابن السنهوري وغيرهم ل فعاملهم على عادته من عدم القيام/226/واستمر على هذا الحال خمسة أيام، وفي السادس طلب إلى القلعة، وأعيد إلى البلد ماشيا، ولم يكن بعدها من القلعة ولا من داره، بل سلمه الأمير علم الدين الشجاعي إلى عدوه الأمير بهاء الدين قراقوش مشد الصحبة، فقيل إن أول يوم تسلمه ضربه ألف(5) ومائة مقرعة، فأنكر عليه الأمير علم الدين الشجاعي، وتسلمه منه، وبعث به إلى الأمير بدر الدين لولو المسعودي، وهو يومئذ شاد الدواوين بالديار المصرية حتى يستخلص منه الأموال.
فما زال يعاقبه بأنواع العذاب ويستخرج منه الأموال.
وكتب تذكرة من مصر إلى دمشق بمبلغ سبعة آلاف دينار كانت له مودوعة عند جماعة، فأخذت منهم وحملت إلى بيت المال، وبقي على هذا الحال إلى يوم السبت عاشر صفر. فمات تحت العقوبة بالقاهرة، ودفن بالقاهرة، واستراح مما كان فيه(6).
(2) الصواب: "فلم يشره.
(1) الصواب: "فلم يره.
(4) الصواب: لشيء4 .
(3) الصواب: "بشيء4 .
(5) الصواب: "ألفاه.
(6) أنظر عن ابن السلعوس في: المختصر في أخبار البشر 31/4، والمقتفي 1/ ورقة 208 ب، ونهاية الأرب 270/31 - 273، ونزهة المالك، ورقة 114، وزبدة الفكرة 9/ ورقة 184 ب، والتحفة الملوكية 139، ودرة الأسلاك 1ورقة 122، وتذكرة النبيه 173/1، والوافي بالوفيات 86/4 رقم 1555، والبداية والنهاية 13/
Bogga 187