! ما سمعنا بهذا في آبائنا الأولين، وبالله المستعان. وقال في الكلمة الإبراهيمية أيضا: ولذلك كثر المؤمنون وقل العارفون أصحاب الكشوف، وما منا إلا له مقام معلوم، وهو ما كنت به في ثبوتك ظهرت به في وجودك، هذا إن ثبت لك وجودا؛ فإن ثبت إن الوجود للحق لا لك، فالحكم لك بلا شك في وجود الحق، وإن ثبت إنك الموجود، قالحكم لك بلا شك، وإن كان الحاكم الحق، فليس له إلا إفاضة الوجود عليك، فلا تحمد إلا نفسك، و لا تذم إلا نفسك، وما يبقى للحق إلا حمد إفاضة الوجود، لأن ذلك له لا لك، فأنت غذاؤه بالأحكام، وهو غذاؤك بالوجود، فتعين عليه ما تعين عليك، فالأمر منه إليك، ومنك إليه غير أنك تسمى مكلفا، وما كلفك إلا بما قلت له كلفني بحالك، وبما أنت عليه، ولا يسمى مكلفا: اسم مفعول. فيحمدني واحمده
ويعبدني وأعبده ففي حال أقر به
وفي الأعيان أجحده فيعرفني وأنكره
وينكرني فأشهده فأنى بالغني وأنا
أساعده فأسعده
Bogga 57