منفرد الكنه في مرآة واحدة، وهو الوجود المطلق. ثم قال: بل صورة واحدة في مرايا مختلفة. فإن الوجود المطلق شيء واحد فاض قي مرائي مختلفة. ثم قال: فليس إلا من حكم المحل، والمحل عين العين الثابتة - يعني الذوات الثابتة في العدم - فيها، يتنوع الحق في المجلى، فتتنوع الأحكام. وهو الأسماء الموجودة بحسب الاستعداد. وكل هذا تقرير ما قدمناه أولا من البيان، أصل مذهبه لا يحتمل معنى غيره كما فهم، والله الموفق للصواب. ثم أنشد شعرا: فالحق خلق بهذا الوجه فاعتبروا
وليس خلقا بذلك الوجه فاذكروا يعني أن الحق خلق باعتبار الوجود، فإن وجود الجميع واحد، وليس لقا بذلك الوجه لتنوع المحلات لمجلي الحق بحسب استعداد كل محل. من يدر ما قلت لم تخذل بصيرته
وليس يدريه إلا من له بصر جمع وفرق فإن العين واحدة
وهي الكثيرة لا تبقي ولا تذر قال - زادنا الله فيه بصيرة - في الكلمة الإبراهيمية.
Bogga 55