التفرقة والكثرة كالأعضاء في الصورة المحسوسة، وكالقوى المعنوية في الصورة الروحانية، فما عبد غير الله في كل معبود، فالأدنى من تخيل فيه الألوهية، فلولا هذا التخيل ما عبد الحجر ولا غيره. ثم ساق الكلام إلى أن قال: والأعلى العالم يقول: إنما إلهكم إله واحد فله أسلموا حيث ظهر. فقوله: ما عبد غير الله في كل معبود. أي أن عباد الأصنام كان فيهم خاصة وعامة، عارفون ومحجوبون فالعامة المحجوبون تخيلوا أن في الأصنام ألوهية، وأما العلماء والعارفون من عباد الأصنام يقول العارف منهم: إنما إلهكم إله واحد، فله أسلموا، حيث ظهر أسلم وعبده ، حيث الحق فيه بوجوده الفائض عليه ! افهموا رموزه تعقلا. ثم قال : ( وبشر المخبتين) [الحج : من الآية34] ، الذين خبت نار طبيعتهم بدل نار طبعهم، فقالوا: إلها، ولم يقولوا طبيعة، ( وقد أضلوا كثيرا) نوح: من الآية24]، أي حيروهم في تعداد الواحد بالوجوه والنسب، ( ولا تزد الظالمين) [نوح : من الآية64] لأنفسهم ، ( المصطفين ) (ص : من الآية47]، الذين أورثوا الكتاب أول الثلاثة، فقدمه على المقتصد والسابق ، (إلا ضلالا ) [نوح : من الآية24] ، إلا حيرة المحمدي، زدني فيك تحيرا. ثم ساق الكلام والتخليط إلى أن قال:
Bogga 44