[مقدمة المؤلف]
ومنها: سلسلة نسبه إلى أبي أيوب الأنصاري - رضي الله عنه -.
ونسبة هذا التأليف ثابتة للإمام عبد الحي اللكنوي، فقد نسبه لنفسه في مقدمتها، وفي أكثر من كتاب من كتبه، منها: ((غيث الغمام))(ص3)، و((دفع الغواية))(ص18،41)، و((تذكرة الراشد))(ص392)، و((النافع الكبير))(ص63)، ومقدمة ((سباحة الفكر))(ص35)، و((مقدمة التعليق الممجد))(ص28)، و((مقدمة عمدة الرعاية))(ص30).
والأصل المعتمد في تحقيقها هو طبعة حجرية ثانية في مطبع جشمة فيض (1305ه) تحت إشراف ابن أخ وزوج بنت المؤلف محمد يوسف رحمهما الله رحمة واسعة.
والمنهج المتبع في تحقيقها في ضبط كلماتها، ووضع علامات ترقيم بين جملها، وتقسيم فقراتها إلى مقاطع قصيرة، والترجمة لمن فيها من الأعلام، والتعريف بالكتب الوارد فيها، والتخريج لأحاديثها، والتحقيق لبعض ما فيها، وصنع فهارس تخدمها.
وفي الختام: أسأل الله تعالى أن يرزقنا طريق العلم الصحيح، ويجعلنا من العاملين بما نعلم، إنه مجيب قريب، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
وكتبه
في 4 صفر 1421ه صلاح محمد أبو الحاج
الموافق 27 نيسان 2000م ... ... شارع حيفا/بغداد
بسم الله الرحمن الرحيم
يا من وصف نفسه بالبقاء، وحكم على الخلق بالفناء، صل على حبيبك سيد أهل الأصطفاء، وعلى آله وصحبه نجوم الابتداء.
أما بعد:
فيقول المجروح لبهام الهموم، المطروح في زوايا الغموم، الراجي عفو ربه القوي، أبو الحسنات، محمد، المدعو بعبد الحي، اللكنوي وطنا، الأنصاري الأيوبي نسبا، الحنفي مذهبا:
Bogga 9
أيها الخلان والإخوان؛ إلى الله المشتكى، وإليه التضرع والملتجى من صنيع هذا الزمان، زمان شر وطغيان، لا يرضى ببقاء أهل الكمال، ويزيد في رفع قدر الجهال، سوق العلم فيه كاسد ومتاعه فاسد، إماراته مندرسة، وراياته منعكسة.
ليت شعري إلى كم يتعاقب الصبح والشفق، وأحوال أهل الفضل على هذا النسق، ومما أصابني في هذا الزمان وما أصاب من مصيبة إلا بإذن الملك الديان : أنه قد توفي والدنا العلام، وأستاذنا القمقام، فاظلمت الدنيا بموته، وهلكت بفوته، كيف لا؟ وكان للزمان افتخار بوجود هذا المحقق الأجل.
ولعلمي لا يلد الزمان مثل هذا المدقق الأكمل
رباني الدهر بالأرزاء حتى
فؤادي في غشاء من نبال
فصرت إذا أصابتني سهام
تكسرت النصال على النصال(1)
فأردت أن أذكر في هذه الكراريس نبذا من أخلاقه الحميدة، وأحواله المجيدة، تذكرة للأصحاب، ذوي الفضل والإحتساب، واسميه، ب:
Bogga 10
((حسرة العالم بوفاة مرجع العالم)) فأقول: هو منبع الفضل والكمال، مرجع أرباب الإفضال، مولانا محمد عبد الحليم بن مولانا محمد أمين الله(1) بن مولانا محمد أكبر(2) بن مولانا أبي الرحم(3) بن مولانا يعقوب(4) بن مولانا عبد العزيز(5) ابن مولانا أحمد سعيد(6) أوسط أبناء مولانا قطب الدين الشهيد السهالوي(7) بكسر السين المهملة، بعدها هاء مفتوحة مخففة، بعدها ألف ساكنة، بعدها لام مفتوحة، بعدها واو مكسورة، آخره ياء ساكنة، نسبة إلى سهالي، بكسر اللام، وسكون الياء التحتانية، المتوفى سنة (1103) ثلاث ومئة وألف، ابن مولانا عبد الحليم بن مولانا عبد الكريم بن مولانا بن شيخ الإسلام أحمد بن قدوة العظماء حافظ الدين محمد اللاهوري(1) مولدا ومنشأ ابن الشيخ فضل الله بن الشيخ محيي الدين(2) بن الشيخ نظام الدين بن قطب العالم الشيخ علاء الدين الأنصاري الهروي بن مولانا إسماعيل بن مولانا إسحاق بن مولانا داود بن مولانا عزيز الدين بن مولانا جمال الدين بن خواجه(3) دوست محمد بن خواجه غياث الدين بن خواجه مغر الدين بن خواجه حبيب الله بن خواجه شمس الدين بن خواجه جلال الدين بن خواجه ظهير الدين بن خواجه سلطان محمد بن خواجه نظام الدين بن خواجه شهاب الدين محمود بن أيوب بن جابر بن مقرئ الباري عبد الله الأنصاري بن أبي منصور بن أبي معاذ بن محمد بن أحمد بن علي بن جعفر بن منصور بن سيدنا أبي أيوب الأنصاري(1) صاحب رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، هذه نسبته(1) رحمه الله من جهة الأب.
وأما من جهة الأم، فهو: ابن بنت مولانا نور الله(2) بن مولانا محمد ولي بن مولانا غلام مصطفى بن مولانا محمد أسعد، أكبر أبناء مولانا قطب الدين الشهيد إلى آخره.
Bogga 14
وكانت (3) ولادته رحمه الله في حادي عشرين من شعبان سنة (1239) تسع وثلاثين بعد الألف والمئتين من الهجرة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة والتحية، في الوطن المشتهر بلكنو(4) ، بفتح اللام، وسكون الكاف، وفتح النون، آخره واو ساكنة، بلدة عظيمة من بلاد الهند .
وفرغ من حفظ القرآن حين كان عمره عشر سنين، ثم اشتغل بتحصيل العلم بغاية الشوق ونهاية الذوق، فقرأ كتب النحو والصرف [على](1) حضرة والده المرحوم، فلما توفي وكان ذلك سنة (1253)ثلاث وخمسين بعد الألف والمئتين من الهجرة، اشتغل لتحصيل بقية العلوم بحضرة الأساتذة الأعلام، والجهابذة الكرام:
- منهم -
Bogga 15
قاموس العلم والكمال، بحر الفضل والإفضال، جد أبيه الفاسد، مولانا المفتي محمد ظهور الله(2)، المتوفى سنة 1256 ست وخمسين، ابن مولانا محمد ولي المتقدم ذكره، قرأ منه ((شرح تلخيص المفتاح))(3) المختصر تبركا.
- ومنهم -
المحقق الجليل، المدقق النبيل، الفقه الأكبر مولانا المفتي محمد أصغر(1)، المتوفى سنة 1255 خمس وخمسين، ابن مولانا أبي الرحم(2)، ابن مولانا محمد يعقوب المتقدم ذكره.
Bogga 16
- ومنهم - خاله مقدام المحققين، إمام المدققين، سند الفضلاء، سيد النبلاء، ذي المقام الجليل الأفخر، الذي لا تعد مناقبه، ولا تحصر، صاحب اليد الطولى في العلوم الرياضية والفنون الحسابية، مولانا محمد نعمت الله(1) ابن المرحوم مولانا محمد نور الله، أدامه الله على رؤوس الطالبين وأبقاه.
Bogga 17
- ومنهم - عمه العلامة المحقق، الفهامة مخزن المعقول، معدن المنقول، مركز دائر التحقيق، شمس سماء التدقيق، ذو التصانيف الكثيرة، والتآليف الشهيرة، مولانا المفتي محمد(1) يوسف(2) بن المرحوم مولانا محمد أصغر، أبدأ الله فيضه وحفظه عن موجبات التلهف والتأسف(3) .
ولكن قرأ أكثر المتون، والحواشي، والشروح [على](1) حضرة عمه الممدوح، وفرغ من التحصيل وعمره ست عشرة سنة، ثم جلس مجلس العبادة، وفاض منه كثير من أهل الاستفادة، وكان ذكيا تقيا، ذا الطبع السليم، والفهم المستقيم، واقف الأسرار الألهية، مطلع الرموز النبوية، فكان علماء عصره يعتنون بقوله، وفضلاء دهره يقتدون بفعله، صرف عمره في التدريس والتصنيف، واشتغل تمام دهره في النصح والتأليف.
Bogga 19
تبحر في الفقه؛ ففاز بالدرجة القصوى، ومن ثم كان مرجع أرباب الفتوى(2) .
وكان إماما في الفنون الحكمية، والعلوم المنطقية(1).
وكان متصفا بالأخلاق الحميدة، نبعا للصفات الفريدة:
- منها -
الحلم
أقر به الشيوخ الكبار، أولو الأيدي والأبصار، سمعتهم يقولون: لم نر مثله حليما، كريما، كيف لا؟ وقد كان عبد الحليم، ففاز به من المولى الكريم؛ لما ذكره بعض الفضلاء: إن أسماء بني آدم تنزل من السماء، فعبد كل اسم يكون له حظ من ذلك الاسم.
كان أقاربه يؤذونه، ويغتابونه، ويحسدونه، ويغبطونه، ويكونون له كالعقارب، وهو رحمه الله لا يلتفت إليهم، ولا يجازيهم؛ بل كان يعفو ويصفح، ويخفي وينصح.
- ومنها -
الإحسان على الأعزة والأقارب، والأحباب والأجانب
كان في هذا الباب ضرب المثل، وكان يقول: هل جزاء الإحسان إلا الإحسان من الجليل الأجل.
- ومنها -
النفع للخلائق بأجمعهم
لم يرفع إليه مهم إلا قضاه، ولم يأت إليه خائف إلا حماه.
- ومنها -
الرؤيا الصادقة
لم يكن رؤياه كأضغاث أحلام، وكان ممتازا به بين الأنام، كيف لا؟ وقد كان وارث بيت النبوة؛ ففاز بجزء من أجزاء النبوة.
لا يدرك الواصف المطري خصائصه
Bogga 20
وإن يكن سابقا في كل ما وصفا سافر من وطنه سنة (1260) ستين إلى البلدة المعروفة بباندا، حفظها الله عن شر الأعداء، فعظمه رئيسها النواب(1) ذو الفقار الدولة المرحوم، وجعله مدرسا للمدرسة، وكانت(2) ولادتي في تلك البلدة سنة (1264) أربع وستين في سادس وعشرين من ذي القعدة.
ثم سافر منها إلى الوطن حين كنت ابن نحو أربع سنين فأقام هناك سنة واحدة.
ثم سافر إلى دار العلم والسرور جونفور، صانها الله عن الشرور، فجعله رئيس تلك البلدة ذو المروءة(3) والإحسان، معدن الفضل والامتنان، الحاج محمد إمام بخش، المتوفى في مكة المعظمة سنة (1278) ثمان وسبعين بعد الألف والمئتين من الهجرة مدرسا للمدرسة الملقبة بالإمامية الحنفية، فدرس هناك نحو تسع سنين، وأفاض على كثير من الطالبين، كانوا يأتون إليه من كل فج عميق، ويحضرون بدرسه من كل مرمى سحيق.
Bogga 21
ثم سافر منها سنة (1276) ست وسبعين إلى الوطن، وبايع(1) هناك على يد واقف الأسرار الآلهية مهبط الأنوار النبوية، صاحب الكرامات والفيض العام ذو المقامات والفضل التام، مولانا عبد الوالي الرزاقي القادري(1)، المتوفى سنة (1279) تسع وسبعين ابن مولانا أبي الكرم بن مولانا محمد يعقوب.
ثم سافر منها سنة (1277) سبع وسبعين إلى هذه البلدة التي نحن فيها الآن المعروفة بحيدر آباد من مملكة الدكن، نقاها الله من البدع والفتن، فوقره ديوان الممالك، معدن الفضل والإحسان، ذي العدل والإمتنان، آصف زمانه، حاتم دورانه، مرجع الأماجد والأماثل، ملجأ العلماء والأفاضل، عتبته السنية كعبة لأرباب(2) التحقيق، سدته العلية قبلة لأصحاب التدقيق، شجاع الدولة، مختار الملك، النواب تراب علي خان سالارجنك(3)، لا زالت أيام دولته طالعة، وشموس إقباله بازغة، وجعله مدرسا للمدرسة النظامية، فلما جاءت السنة (1279) التاسعة بعد السبعين ترخص من النواب الممدوح.
Bogga 23
وتشرف بزيارة الحرمين الشريفين، زادهما الله شرفا وتعظيما، وكنت معه في ذلك السفر، فحضر بخدمة الشيوخ العظام، ذوي المجد والاحترام:
- منهم -
المشتهر في المشارق [و](1)المغارب، معدن الكمال والمواهب، نبع أنهار الفضل والكمال، المحدث الفقيه المفسر، المفتي بحرم المتعال، مولانا محمد جمال الحنفي(2)، المتوفى في ذي القعدة سنة (1284) أربع وثمانين ابن المرحوم مولانا عمر الحنفي، وقرأ لديه ((الرسالة المشتملة على أوائل كتب الأحاديث)) لمولانا سعيد بن الشيخ محمد سنبل، فكتب له إجازة بهذه العبارة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي جعل إسنادنا بسند الإتصال إلى من علاه بأكمل الأخلاق، وأشرف الخلال، وأقام به الملة الحنفية البيضاء بعد الإعوجاج والاختلال.
والصلاة والسلام على سيدنا محمد، وعلى جميع الآل، والأصحاب، والتابعين طريقته، وسنته إلى يوم المآل، وسلم تسليما كثيرا متصلا بمزيد الأنعام والأفضال.
أما بعد:
فقد حضر عندي، وفي مجالسي الفاضل الجليل، والكامل النبيل، المكرم المولوي محمد عبد الحليم الأنصاري اللكنوي.
Bogga 24
وقرأ علي أيضا هذه ((الرسالة المشتملة على أوائل الكتب)) تجاه البيت الحرام، وطلب مني أن أجيزه إجازة عامة بجميع هذه ((الرسالة المشتملة على أوائل كتب حديث سيد الأنام ))، وبجميع مروياتي، وما يجوز لي وعنى قراءته وروايته من فقه، وحديث، ومعقول، ومنقول، وكل ما صح لي روايته، فأجبته لذلك، وأجزته بما هنالك، وإن كنت لست من أهل هذه المسالك ، لكني لما لم أجد بدا من الخلاص، رجوت أن ينفع الله به العام والخاص، فتوجهت إليه بجناني، وأجزته بلساني، إجازة عامة، والسنة تجمعنا، والبدعة تفرقنا، وذلك بالشرط المعتبر عند أهل الحديث والأثر، وأوصيه بتقوى الله في السر والعلن، وأن لا ينساني من صالح دعواته في كل آن وزمن، لاسيما في خلواته وجلواته، وعقب الدروس، و[في](1) كل حالاته بالعفو من موبقات الآثام، وبلوغ كل مرام، في هذه الدار، ودار السلام، والوفاة على دين الإسلام.
وصلى الله علي سيدنا محمد، وعلى آله، وأصحابه السادة الأعلام، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم القيام.
قاله بفمه، وأمر برقمه رئيس المدرسين الكرام، بالمسجد الحرام، الراجي لطف ربه الخفي، جمال بن عبد الله شيخ عمر الحنفي، لطف الله بهما، وأحسن إليهما، ولجميع المسلمين، آمين. انتهت.
Bogga 25
- ومنهم - فخر العجم والعرب، مخزن أسرار فنون الأدب، المحدث الفقيه المفسر النبيه، شيخنا أحمد بن زيني(1) دحلان الشافعي(2)، فسح الله في عمره، وكتب له ورقة إجازة بهذه العبارة:
Bogga 26
الحمد لله الذي خلق الإنسان من أنواره، وتجلى عليه بما لا يحيط به إلا هو، فبرزت جميع الكائنات مشرقة بسواطع أسراره، فسبحانه من إله أفاض على آدم الأسماء كلها، وأجلسه على كرسي مملكة العلوم، وأسجد له الملائكة بأسرها، وجعل سره متوجها بأكمل رتب العرفان، وحققه في مقام كنت سمعه وبصره(1) بأعلى مقامات الإحسان.
والصلاة والسلام على منبع الشريعة، والطريقة، والحقيقة، سيدنا محمد وآله وصحبه الذين ورثوا وورثوا، وأوضحوا طريقه.
أما بعد:
فيقول العبد الفقير خادم الطلبة بالمسجد الحرام، كثير الذنوب والآثام، المرتجي من ربه الغفران، أحمد بن زين دحلان، غفر الله له ولوالديه، وأشياخه، ومحبيبه، والمسلمين أجمعين آمين:
إن الشيخ العالم الفاضل، والعمدة الهمام الكامل، محمد عبد الحليم بن الملا محمد أمين الله الأنصاري اللكنوي، طلب مني أن أجيزه بما يجوز لي رواية، ودراية من العلوم، فاعتذرت منه لكوني لست أهلا لذلك، ولا ممن يسلك تلك المسالك، فأبى أن يقبل مني شيئا من الاعتذار، فامتثلت أمره تشبها بالأئمة الأخيار، فأقول:
Bogga 27
قد أجزته بكل ما يجوز لي رواية ودراية من كتب المعقول والمنقول بشرطه المعتبر عند أهله.
وأجزته بما أجازني به خاتمة العلماء العالمين، وخلاصة أهل الله الواصلين سيدي المرحوم بكرم الله تعالى، العلامة الشيخ عثمان بن المرحوم حسن الدمياطي، وهو قد أجازني بما أجازه به أشياخه من علماء الجامع الأزهر، وهم كثيرون أجلهم وأكملهم العلامة الشيخ محمد الأمير الكبير(1)، والعلامة محمد الشنواني(2)، والعلامة عبد الله الشرقاوي(3) مما هو مذكور في أسانيدهم المؤلفة في أشياخهم، ومن أخذوا عنه.
Bogga 28
وأجزته أيضا بما أجازني به الشيخ عبد الرحمن ابن الشيخ محمد الكزبري(1) مما هو مذكور في ((ثبته))(2).
وأجزته أيضا بما أجازني به الشيخ أبو علي محمد الملقب بارتضاء العمري الصفوي(3) مما هو مذكور في رسالته ((مدارج الإسناد))، بروايته عن العارف بالله الشيخ عمر عبد الرسول.
وأوصيه بتقوى الله تعالى، وأن لا ينساني من صالح من صالح دعواته في خلواته وجلواته، وأن يسأل الله لي التوفيق، وحسن الختام، والتحقيق بصريح الإيمان عند حلول الحمام.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
قاله بفمه ورقمه بقلمه، كثير الذنوب والآثام، خادم طلبة العلم بالمسجد الحرام شافعي أحمد بن زيني(4) دحلان غفر الله له ولأشياخه. انتهت.
وحضرت أنا أيضا بدرسه فكتب لي ورقة إجازة بهذه العبارة:
Bogga 29
الحمد لله الذي نشر للعلماء أعلاما، وثبت لهم على الصراط المستقيم أقداما، والصلاة والسلام على سيدنا محمد منبع علم الشريعة والحقيقة، وعلى آله وصحبه نجوم الإسلام السالكين طريقه.
أما بعد:
فقد أجزت الشاب النجيب اللوذعي الأديب، الشيخ محمد عبد الحي ابن العالم الفاضل الشيخ محمد عبد الحليم، بكل ما يجوز لي رواية ودراية، من منقول ومعقول، بشرطه المعتبر عند أهله، كما أجازني بذلك خاتمة العلماء المحققين، وخلاصة الأولياء العارفين، سيدي المرحوم العلامة الشيخ عثمان بن المرحوم الشيخ حسن الدمياطي، كما أجازه بذلك أشياخه من علماء الجامع الأزهر، وهم كثيرون، أجلهم، وأكملهم الشيخ محمد الأمير، والعلامة الشرقاوي، والعلامة الشنواني، وقد أجازوا شيخنا المذكور بجميع ما هو مذكور في أسانيدهم المؤلفة في بيان أشياخهم .
وأجزته أيضا بما أجازني به الكزبري، وبما أجازني به العلامة الصفوي، وأوصيه بتقوى الله في السر والعلن، وفي الظاهر بامتثال المأمورات، واجتناب المنهيات، وفي الباطن التخلي عن الصفات الذميمة، والتحلي بالصفات الحسنة، وشغل السر بالله حتى لا يلتفت إلى غيره.
وأسأله أن لا ينساني من صالح دعواته وخلواته وجلواته، وأن يسأل الله لي التوفيق، وحسن الختام.
قاله بفمه، ورقمه بقلمه، الفقير كثير الذنوب والآثام، خادم طلبة العلم بالمسجد الحرام، المرتجي ربه الغفران، أحمد بن زيني(1) دحلان، غفر الله له ولأشياخه. انتهت.
وهذا كله كان في ذي القعدة سنة (1279) تسع وسبعين.
Bogga 30
ثم سافرنا أوائل سنة (1280) ثمانين الى المدينة المنورة، وأقمنا هناك عشرة أيام فحضرنا إلى مجلس الهادي الأجل إلى السبيل الأكمل، مولانا علي المدني(1)، شيخ الدلائل، فقرأ رحمة الله تعالى ((دلائل الخيرات))، وكتاب معين له، فكتب الشيخ له رحمه الله ورقة أجازه بهذا العبارة:
بسم الله الرحمن الرحيم
صلى الله على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم، حمدا لمن أكرم بمتصلات نعمائه حامده، وأجازه، وشكرا لمن جعل مسلسلات آلائه لشاكره إجازة، وصلاة وسلاما على الذي جعلت الصلاة عليه من أوضح دلائل الخيرات، وآله وأصحابه الأئمة الهداة.
وبعد: فإن الصالح الأسمى، والبركة العظمى، أخانا حبيبنا في الله الراكع، الساجد، العالم، الفاضل، والمرشد الكامل، مولانا الشيخ محمد عبد الحليم بن المرحوم الشيخ محمد أمين الله الأنصاري اللكنوي سألني أن أجيزه ب((دلائل الخيرات))(2) وأذكر له سندي من الأئمة الثقات، فاستخرت الله تعالى وأجبته، وبطريقي فيها أجزته:
Bogga 31
وهو أني أرويها عن شيخي وأستاذي، سندي العارف بالله، السيد محمد بن السيد أحمد المدغري الشريف الحسيني، عن شيخه محمد بن أحمد بن أحمد المثنى، عن شيخه أحمد بن الحاج، عن شيخه سيدي أحمد المقري، عن سيدي عبد القادر، عن سيدي أحمد بن أبي العباس الصمصي، عن سيدي السملالي، عن سيدي عبد العزيز التباع، عن مؤلفها سيدي محمد بن السيد سليمان الجزولي الشريف الحسني، القطب الرباني، نفعنا الله به وبهم.
وأوصيه بما أوصي به نفسي من ملازمة التقوى في السر والنجوى، وأن لا ينساني من صالح دعواته في جميع أوقاته، خصوصا عند عاقبة ورده(1) أنا ووالدي وأشياخي وأحبابي وجميع المسلمين.
قاله بلسانه، ورقمه ببنانه(2)، العبد المفتقر إلى فيض الله الغني العلي، علي بن يوسف، ملك باشلي، برز ذلك مني ونحن بالمدينة على ساكنها أفضل الصلاة وأزكى السلام، وذلك عام ثمانين ومئتين وألف في شهر الله المحرم، مضت منه ثمانية أيام، وأجزت مولانا المذكور أيضا أن يعطيه لمن كان أهلا لقراءته، والله الموفق للصواب. انتهت.
وكتب الشيخ رحمه الله لي أيضا ورقة إجازة بنحو هذه العبارة.
- ومنهم -
المدرس بالمسجد النبوي مولانا محمد بن محمد العرب الشافعي، وكتب له الإجازة بهذه العبارة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي جعل لعلماء شريعة نبيه سندا، ونور قلوبهم لإدراك أسرار كتابه، ولهم سدد وهدى(3).
Bogga 32
وأشرف الصلاة والسلام على سيدنا ومولانا محمد، موصول الإحسان، وموصوله لمن قصده، والسند الأعظم المتصل لمن تمسك بشرعه واعتمده، سيد أرباب السيادة والسعادة، عين بحر العلوم المغترف منها سائر أرباب الإفادة، وعلى آله أولي الآثار الحميدة، وأصحابه ذوي الأخبار المفيدة، نجوم الهداية بشهادته، وعلى التابعين بهم وتبعهم، ومن على نهجهم من أمته.
أما بعد:
فقد التمس مني الإجازة الشيخ الهمام، والفهامة العلامة الإمام، مولانا الشيخ محمد عبد الحليم اللكنوي الأنصاري، حفظه الله، وبلغ جميعنا من خزي الدارين مناه.
فقلت: محافظة على بقاء السند، وطلبا لدوام المدد، قد أجزت الفاضل المذكور بجميع مروياتي من مقروآتي ومسموعاتي، ومجازاتي من كتب الحديث، والمسلسل، والصحيح، وكتب التفسير، وفن الكلام، وكل معقول ومنقول مقبول عند السادة الأعلام.
وأوصيه وإياي بتقوى الله، فهي مبنى كل خير عام تام، وأن لا ينساني من صالح دعائه، رزقنا الله جميعا سعادة الدارين وحسن الختام، بجاه السيد الأكرم عليه وعلى آله وصحبه أفضل الصلاة وأتم السلام.
كتبه الفقير إلى الله محمد بن محمد العرب الشافعي، خادم العلم الشريف بالمسجد النبوي. انتهت.
Bogga 33