============================================================
وشرطهما: أن يكونا مضافين إلى الضمير، تقول: (جاعني كلاهما) و: (رأيت كليهما) و: (مررت بكليهما)، فإن كانا مضافين إلى ظاهر؛ كانا بالألف على كل خال، تقول: (جاءني كلا أخويك) و: (رأيت كلا أخويك) و: (مررت بكلا أخويك)؛ فيكون إعرابهما حينثذ بحركات مقدرة في الألف؛ لأنهما مقصوران؛ ك(الفتى) و(العصا).
الخ) هذا الاشتراط هو المشهور وبعضهم يعربهما بالحروف مطلقا وبعضهم بالحركات كذلك. وجه الأول إن كلا وكلتا مفردين لفظا مثنيين معنى، فبالجهة الأولى تقتضي الإعراب بالحركات وبالثانية الإعراب بالحروف، واعتبار أحدهما مفؤت للأ خرى فاستحسنوا إعمال الجهتين فأعربوا بالأصل، أعني: الحركات عند الإضافة إلى الأصل، أعني: الظاهر، وبالفرع، أعني: الحروف عند الإضافة إلى الفرع، أعني: الضمير؛ لأن شبيه الشيء منجذب إليه. ووجه الثاني: أنهما لما خرجا عن الأصل نظرا للمعنى اطرد ذلك في جميع الأحوال ليكونا على نمط واحد واعتبار جانب المعنى لكونه المقصود بالذات أولى من اعتبار جانب اللفظ. ووجه الثالث أن الإعراب بالحركات أصل وقد أمكن مع وجود مقتضيه فلا يعدل عنه . وترجيح جانب اللفظ على جانب المعنى في هذا الفن أكثر من أن يحصى (قوله الى المضمر تقول كلاهما) وكلا كما وكلانا ولا يجوز غير ذلك كما نص عليه الرضي فيمتنع كلاكم؛ لأنه جمع إلا إذا تجوز به عن الاثنين ومع هذا لم يسمع في الفصيح، وكذا تمتنع الاضافة إلى الضمير المفرد وأجازه ابن الأنباري بشرط التكرر نحو كلاي وكلاك محسنان، ومنعه الجمهور مطلقا ومن هذا التفصيل يظهر أن إطلاق المضمر في كلام الشارح ليس على ما ينبغي (قوله فان كانا مضافين الى ظاهر) اختلف في نوعه فعند الرضي لابد فيه من التثنية والتعريف فيقال: كلا الرجلين ولا يقال كلا رجلين ولا كلا زيد وعمرو إلا في الشعر(1) ، وعند الكوفيين يجوز إضافتهما إلى النكرة المختصة نحو كلا رجلين عندك فإن رجلين (1) قيد للأخير. منه.
(11))
Bogga 111