============================================================
واستغنيت بتنبيهي على امتناع التوسط في غير مسألة الظرف والجار والمجرور عن التنبيه على امتناع التقديم؛ لأن امتناع الأسهل يستلزم امتناع غيره، بخلاف العكس ولا يلزم من ذكر توسيطهم الظرف والمجرور أن يكونوا يجيزون تقديمه؛ لأنه لا يلزم من تجويزهم في الأسهل تجويزهم في غيره.
في الاستعمال. تنبيه. قد يحذف الأداة ومعمولاها كقوله تعالى: أين شركاءى الزين كنثر زموب (القصص: 12) بناء على أن التقدير تزعمون أنهم شركاء. وقد تحذف مع الخبر ويبقى الاسم كما قاله الكسائي في المستثنى، فتقدير قام القوم إلا زيدا قام القوم إلا أن زيدا لم يقم، وقد تحذف الأداة وحدها، والمشهور حذف أن المفتوحة وبطلان العمل ورفع الاسم كما في أختها الساكنة النون المختصة بالأفعال، وذكر أبو حيان في الارتشاف في الكلام على أن من خير الناس أو خيرهم زيد أن محمد بن يحيى بن المبارك اليزدي ذهب إلى نصب خيرهم ورفع زيد، فاسم آن محذوف، وآن خيرهم منصوب باضمار أن لدلالة أن تقديره أن من خير الناس زيدا، أو أن خيرهم زيد انتهى. وفيه نص على إضمار أن المكسورة وبقاء عملها وكذا على حذف الاسم، وقد خرج على ذلك بعضهم قراءة حمزة والكسائي آيات بالنصب في الجاثية وأقره الشاطبي لكن نقله السفاقسي عن أبي البقاء ورده بأن أن لا تضمر. وقال المصنف في آخر الباب الرابع من المغني: أنه يعيد، وقد يحذف الخبر وحده ولو معرفة عند سيبويه نحو: إن محلا أي: إن لنا حلولا وقوله: سوى أن حيا من قريش تفضلوا على الناس أو أن الأكارم نهشلا أي تفضلوا بل قد يجب إذا سد مسده واو المصاحبة نحو: إنك ما وخيرا أي: إنك مع خير وما زائدة والخبر محذوف، أو حال كقوله إن اختيارك ما تبغيه ذا ثقة، بالله مستظهرا بالحزم والجلد، أو مصدر مكرر نحو: إن زيدا سيرا سيرا، وبعد ليت إذا أردف 293)
Bogga 293