150

============================================================

نكرة؛ وهي الأصل؛ ولهذا قدمتها، ومعرفة؛ وهي الفرع؛ ولهذا أخرتها.

فاما النكرة: فهي عبارة عما شاع في جنس موجود أو مقد؛ (قوله نكرة) هي والمعرفة اسما مصدر لنكرته وعرفته نقلا وسمي بهما نوعان من الأسماء قاله الأزهري، وقال الحفيد: هما مصدران تقلا لما ذكر والأول(1) أولى (قوله وهي الأصل) أي: لاندراج كل معرفة تحتها، وهذا مذهب سيبويه، وزعم الكوفيون: أن المعرفة هي الأصل لأن من الأسماء ما لا يقبل التنكير كالمضرات؛ ولأن التنكير يكون بعد التعريف كزيد وزيد آخر وفيه ما لا يخفى (قوله ولهذا قدمها) أي: وإن كان المعرفة أشرف؛ لأن سبقها في الوجود المستدعي لسبقها في الذكر عارض الشرفية (قوله ومعرفة) عطف على نكرة وبينهما منع الخلو فقط لاجتماع التعريف والتنكير في الاسم الواحد كالمعرف بلام الجنس، فإنه بحسب اللفظ معرفة وبحسب المعنى نكرة كذا قيل فافهم (قوله عبارة) أي: كناية. (عما) أي: شيء. شاع. وانتشر. في أفراد جنس آي: أمر عام موجود ومتحقق في نفس الأمر ثبوتها أو مقدر مفروض فالموجود كرجل، فإنه شايع في زيد وعمرو وبكر وغيرها من الأفراد الثابتة لمفهوم الكلي الموضوع له هذا اللفظ وهو الحيوان الناطق الذكر، واطلاقه على كل منها من حيث كونه فرد هذا المفهوم حقيقة ومن حيث الخصوص مجاز، والمقدر كشمس فإنها إلخ هكذا ينبغي أن يفهم وظاهر العبارة يقتضي أن الشيوع في الجنس نفسه، وأن الموجود صفته وليس كذلك؛ لأن الجنس شيء واحد لا يتأتى فيه الشيوع وفي وجوده بالمعنى المتبادر كلام والأكثرون على عدمه. وتعريف ابن مالك للنكرة بقوله: رة قابل آل مسؤنرا او واقع موقع ما قد ذكرا وإن سلم عن هذا المقام. لكنه غير سالم من قيل(2) وقال، فتعريفنا أولى عند ذوي (1) لأنه لا يكون كذلك إذا كان النكرة من نكر كتعب وقد ذكر في المصباح أن مصدره إنكارا منه: (2) لأنه أورد عليه أنه يخرج منه اسما الفاعلين والمفعولين؛ فإنها لا تقبل أل المؤثرة للتعريف ولا تقع موقع ما يقبلها ويدخل فيه ضمير النكرة في نحو ضربت رجلا وأكرمته، فإنه واقع موقع ما يقبل آل فيقتضي أنه نكرة والصحيح أنه معرفة، وأجيب: أما عن الأول فبوجهين؛ الأول: أنها واقعة موقع ذات وقع منها أو عليها الحدث والذات تقبل أل المؤثرة، والثاني: آنها تقبل آل في الجملة وذلك إذا أريد بها المضي، وأما عن الثاني فبأن الضمير ليس واقعا موقع رجل المتقدم بل باعتبار كونه صار معهودا فمعناه الرجل المعهود وهو لا يقبل آل كذا قيل فتدبر. منه.

181

Bogga 181