105

============================================================

ترى أن الأول متحرك وسطه، والثاني قلبت ألفه ياء، والثالث قلبت همزته واوا؛ ولهذا عدلت عن قول أكثرهم: (جمع المؤنث السالم)، إلى أن قلث : (الجمع بالألف والتاء)؛ لأعم جمع المؤنث وجمع المذكر وما سلم فيه المفرد وما تغير.

وقيدت الألف والتاء بالزيادة؛ ليخرج نحو: (بيت وأبيات) و: (ميت وأموات)؛ فإن التاء فيهما أصلية، فينصبان بالفتحة على الأصل، تقول: (سكنث أبياتا) و: (حضرت أمواتا)، قال الله تعالى: وكنثم أمواتا فأخيتكم) (البقرة: 228، وكذلك نحو: (قضاة) و(غزاة) فإن التاء فيهما وإن كانت زائدة إلا أن الألف فيهما أصلية؛ لأنها منقلبة عن الأصل، ألا ترى أن الأصل: (قضية) و(غزوة)؛ لأنهما من (قضيث) و(غزوث)، فلما تحركت الواو والياء وانفتح ما قبلهما قلبتا ألفين؛ فلذلك ينصبان بالفتحة على الأصل، تقول: (رأيث قضاة وغزاة).

أن يكون مسماه إلخ؛ لأن بين لا تضاف إلا لمتعدد (قوله ولها عدلت) أي: لأجل أن ما جمع بألف وتاء مزيدتين صادق على ما ذكر عدلت عن قول أكثرهم جمع المؤنث السالم لعدم شموله لجميع ما ذكر بل هو قاصر على غالب أحوال الجمع المذكور، لا يقال نعم هو كذلك في الأصل لكنه صار في الاصطلاح اسما للجمع بالألف والتاء مطلقا فلا فرق بينهما؛ لأنا نقول شتان ما بينهما كيف لا وهو بعد غير خال عن إيهام (قوله إلى أن قلت الجمع بالألف والتاء) فيه إشارة إلى أن المراد بقوله ما جمع المفرد بوصف الجمعيه فلا يرد أن ما جمع هو المفرد وهو لا يثبت له هذا الحكم (قوله وقيدت الألف والتاء بالزيادة ليخرج الخ) قيل والظاهر أنه لا يحتاج إليه في إخراج ما ذكر لأن قوله ما جمع بألف وتاء كاف في اخراجه إذ ما معناه ما استدل على جمعيته بألف وتاء وما ذكر من نحو آبيات وقضاة ليس كذلك بل استدل على الجمعية هناك بغيرهما وهو الصيغة الدالة على الجمع انتهى قيل وكأنه مبني على آن الباء في قوله بألف وتاء صلة أو سببية وليس بمتعين كما مرت إليه الإشارة (قوله فإن التاء فيهما أصلية) أي: مقابلة باللام من فغل؛ وذلك بخلاف تاء طلحة وتاء بنت فإن الأولى زائدة لتأنيث اللفظ، والثانية للعوض فلا يردان نقضا فتذكر (قوله قضية وغزوة) 126

Bogga 126