عَنْهُ أنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: الَّلهُمَّ بَارِكْ لأمَّتِي فِي بُكُورِهَا . وَكَانَ إِذَا بَعَثَ جَيْشًا أوْ سَرِيَّةً بَعَثَهُمْ مِنْ أوَّلِ النَّهَارِ، وَكَانَ صَخْرٌ تَاجِرًا فَكَانَ يَبْعَثُ بتِجَارَتَهُ أوَّلَ النَّهَارِ فَأَثْرَى وَكَثُرَ مَالُهُ رواه أبو داودَ والتِّرْمِذِيُّ وَقَالَ هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ

أسفاره يوم السبت ومن قول عمرو بن أم مكتوم يرفعه لو سافر الرجل يوم السبت من شرق إلى غرب لرده الله تعالى إلى موضعه. قيل ويكره السفر ليلة الجمعة لخبر إذا سافر الرجل ليلة الجمعة دعا عليه ملكاه. ذكره الغزالي في الخلاصة وفي الكراهة نظر وقد يقال يحتمل الكراهة إن قصد الفرار من الجمعة كالزكاة ويحتمل خلافه وهو الأقرب والفرق أن الزكاة وجد فيها سبب الوجوب وهو انعقاد الحول وأما هنا فلم يوجد سبب الوجوب بالكلية فلا وجه للكراهة ويحرم السفر بعد فجرها على من لزمته ما لم يخش انقطاعًا عن رفقته أو تمكنه في طريقه «قوله رواه أبو داود والترمذي» أي والنسائي وابن ماجه «قوله وقال حديث حسن» صححه ابن حبان وفي بعض نسخ الكتاب لكن في إسناده مجهول والظاهر أن هذه النسخة ليست صحيحة فقد نقل الحفاظ من المتأخرين التحسين والتصحيح المذكورين وأقروهما وقد يجاب عن تلك النسخة على تقدير صحتها بأنه يحتمل أن ذلك في بعض طرقه وبعضها لا شيء فيه فكان المدار على هذه دون تلك. وزاد ابن ماجه في الحديث المذكور عن أبي هريرة والطبراني في الأوسط عن عائشة رضي الله تعالى عنها مرفوعًا اللهم بارك لأمتي في بكورها يوم الخميس ولفظ الطبراني واجعله يوم الخميس وهما ضعيفان والأول الصحيح مطلق فيكون الحكم له إذا لا يقيد المطلق الصحيح إلا بصحيح ثم نصهم على ندب السفر في هذه الأيام صريح في عدم ندبه في غيرها لكن لا من جهة تطير ونحوه لكراهة رعاية ذلك أو حرمته فقد قال ابن جماعة ولا يكره السفر في يوم من الأيام بسبب كون القمر في العقرب أو غيره ولما قيل لعلي رضي الله عنه أتلقى الخوارج والقمر في العقرب قال فأين قمرهم وقال له منجم سر ساعة كذا تظفر فقال ما كان محمد صلى الله عليه وسلم منجمًا ولا لنا من بعده واحتج بآيات ثم قال فمن صدقك في هذا القول لم آمن أن يكون كمن اتخذ من دون الله ندًا اللهم لا طير إلا طيرك ولا خير إلا خيرك نكذبك وتخالفك ونسير في الساعة التي نهيتنا عنها. ثم قال للناس ألا إياكم وتعلم النجوم إلا ما تهتدون به في ظلمات البر والبحر إنما المنجم كالكافر ثم توعد المنجم بأنه إن