21

Hashiyat Ibn Hajar Al-Haytami on Al-Idah in Hajj Rituals

حاشية ابن حجر الهيتمي على الإيضاح في مناسك الحج

Daabacaha

المكتبة السلفية ودار الحديث

Goobta Daabacaadda

بيروت

ويُستَحِبُّ أن يُقرأ فى هَذه الصَّلاَةِ بَعْدَ الفَاتِحَة فى الرَّكْعَةِ الأولى قُلْ "يَا أَيُّهَا الكافرُون" وفى الثّانية قُلْ "هُوَّ اللهُ أَحَدٌ" ثُمَّ لَيَمْضِ بَعْدَ الاسْتخَارَة لمَا يَنْشَرحُ إلَيْه صَدْرُهُ.


(قوله قل يا أيها الكافرون الخ) الأكمل أن يقرأ قبل سورة الكافرون وربك يخلق ما يشاء ويختار إلى ترجعون وقيل الإخلاص وما كان لمؤمن ولامؤمنة إلى مبيناً لأنهما مناسبان كالسورتين إذ القصد منهما إخلاص الاعتقاد والعمل فناسبا هنا وإن لم يردا إذ القصد إظهار الرغبة وصدق التفويض وإظهار العجز وقياس ما قالوه فى الجمعة أنه لو نسى ما يقرأ فى الأولى قرأه مع ما فى الثانية ومن تعذرت عليه الصلاة استخار بالدعاء المذكور وظاهره عدم حصولها بمجرد الدعاء مع تيسر الصلاة إلا أن يقال المراد عدم حصول كمالها لظاهر خبر أبى يعلى إذا أراد أحدكم أمراً فليقل وذكر نحو الدعاء السابق وورد فى حديث ضعيف أنه ﷺ كان إذا أراد الأمر قال اللهم خرلى واختر لى فينبغى ذكر ذلك بعد دعائه (قوله ثم لمض الخ) أى فإن لم ينشرح صدره لشىء فالذى يظهر أنه يكرر الاستخارة بصلاتها ودعائها حتى ينشرح صدره لشىء وإن زاد على السبع والتقييد بها فى خبر أنس إذا هممت بأمر فاستخر ربك فيه سبع مرات ثم انظر إلى الذى سبق إلى قلبك فإن الخبر فيه لعله جرى على الغالب إذ انشراح الصدر لا يتأخر عن السبع على أن الخبر إسناده غريب كما فى الأذكار ومن ثم قيل الأولى قول ابن عبد السلام أنه يفعل بعدها ما أراد إذ الواقع بعدها هو الخير ويؤيده أن فى خبر أقوى من ذلك بعد دعائها ثم يعزم أى على ما استخار عليه انتهى وفيه نظر إذ ما ألقى فى النفس نوع من الإلهام الموافق للشرع فاعتماده والتعويل عليه أولى ومن ثم لم يعتد بانشراح نشأ عن هوى أو ميل إلى الفعل قبل الاستخارة وقد قال ابن جماعة ينبغى أن يكون قد جاهد نفسه حتى لم يبق لها ميل إلى فعل ذلك الشىء ولا تركه ليستخير الله تعالى وهو مسلم له فإن تسليم القياد مع الميل إلى أحد القسمين خيانة فى الصدق وأن يكون دائم المراقبة لربه سبحانه وتعالى من أول صلاة الاستخارة إلى آخر دعائه فإن من التفت عن ملك يناجيه حقيق بطرده ومقته وأن يقدم على ما انشرح له صدره فإن توقفه ضعف وثوق منه بخيرة الله له اهـ ولو فرض أنه لم ينشرح صدره لشىء وإن كرر الصلاة فإن أمكن التأخير أخر وإلا شرع فيما يسر له فإنه علامة الإذن والخبر إن شاء الله تعالى (قوله إذا استقر عزمه الخ) ظاهره بل صريحه تأخير التوبة عن الاستخارة واستقرار العزم بعدها وجرى ابن جماعة على تقديمها وأيده بأن المستخير عاصياً كعبد متماد على إباقه ويرسل إلى سيده بأن يختار له من خيار ما فى خزائنه فيعد بذلك أحمق بين

21