المأمن والملجأ، والخامسة من ذهب إلى أنه مشتق من أله إذا ولع أي اشتاق وحرص يقال أله الفصيل إذا ولع بأمه أي التجأ إليها بالحرص والشوق ويقال له تعالى أله الخلق إذ الخلق يولعون بالتضرع إليه في الشدائد. فجملة من قال إنه اسم عربي مشتق سبع فرق منها ما ذكر، والفرقة السادسة من ذهب إلى أنه مشتق من وله إذا تحير ويقال إن أصله ولاه فقلبت الواو همزة واستثقال الكسرة عليها كاستثقال الضمة في وجوه وقلب الواو همزة بأن يقال أجوه فقيل في ولاه إله كما قيل في وعاء ووشاح أعا وأشاح، ورد هذا الوجه بجمعه على آلهة ولو كان أصله ولاها لكان ينبغي أن يجمع على أولهة لأن جمع التكسير كالتصغير يرد الحروف المنقلبة إلى أصلها. قوله: (أو من وله إذا تحير) بعد ذكر قوله: «وقيل من أله إذا تحير» صريح في أن أله بمعنى تحير لغة مستقلة وأن همزته أصلية وليست منقلبة من الواو وأن وله لغة أخرى وأنهما مترادفان على معنى التحير ولم يذكر وجه اشتقاقه من وله اكتفاء بما سبق من قوله لأن العقول تتحير في معرفته» وصريح بأن أصله ولاه لأن المشهور أن مصدر وله ولهان ولم يشتهر ولاه مصدرا له. ومن قال: إن همزة إله أصلية استدل عليه بثبوت الهمزة وتصاريف الكلمة حيث قال أله وتأله واستأله بمعنى عبد وتعبد واستعبد فإن الهمزة ثابتة فيها وفيما يتصرف منها فعلم منها أنها أصلية، فإن الحرف الأصلي يثبت في تصاريف الكلمة واستدل على أن كون أصل لفظة الجلالة على صيغة إله باستعماله في معنى الجلالة كما في قوله:
معاذ إله أن تكون كظبية ... ولا دمية ولا عقيلة ربرب
قوله: «معاذ» مصدر مؤكد لفعله المقدر يدل على المبالغة في الاعتصام بالله أي أعوذ بالله عوذا، والدمية بضم الدال الصنم والصورة المنقوشة، وفي الصحاح: هي الصورة من العاج ونحوه، وعقيلة كل شيء أكرمه ومختاره، والربرب القطيع من بقر الوحش استعاذ بالله من تشبيه الحبيبة بشيء منها وإن وقع ذلك في كلام الشعراء ، ولما فيها من معنى النفي أتى بلا المؤكدة للنفي كما في قوله:
أبى الله أن أسمو بأم ولا أب
أي أن أستعلي وأتعظم بواسطة أبي أو أمي وإنما أستعلي بما فضلني به من الفضائل النفسانية والكمالات الوهبية. قوله: (ولذلك قيل يا الله بالقطع) أي ولكون الألف واللام عوضا عن حرف أصلي، وكون الألف جزءا من العوض كانت بمنزلة الحرف الأصلي فقطعت لذلك. وهذا الدليل يقتضي أن تكون همزة الجلالة همزة قطع مطلقا أي حالتي النداء
Bogga 49