Hashiya Cala Tafsir Baydawi
حاشية محيي الدين زاده على تفسير القاضي البيضاوي
Noocyada
رتب عليه ما هو كالفذلكة له، وهو أنكم إذا اجتهدتم في معارضته وعجزتم جميعا عن الإتيان بما يساويه أو يدانيه ظهر أنه معجز والتصديق به واجب، فآمنوا به واتقوا العذاب المعد لمن كذب. فعبر عن الإتيان المكيف بالفعل الذي يعم الإتيان به وغيره إيجازا ونزل لازم الجزاء منزلته على سبيل الكناية تقريرا للمكنى عنه وتهويلا لشأن العناد وتصريحا بالوعيد مع الإيجاز وصدر الشرطية بأن التي للشك والحال يقتضي إذا الذي للوجوب، فإن القائل سبحانه وتعالى لم يكن شاكا في عجزهم ولذلك نفى إتيانهم معترضا بين الشرط والجزاء تهكما بهم أو خطابا معهم على حسب ظنهم فإن العجز قبل التأمل لم يكن محققا عندهم. وتفعلوا جزم بلم لأنها واجبة الأعمال مختصة بالمضارع الكفار في حقهما. قوله: (رتب عليه) جواب «لما» أي رتب على بيان ما يتعرفون به ذلك بالفاء السببية ما هو كالفذلكة والخلاصة لذلك البيان، فقال: فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا فاتقوا النار. قوله: (وهو أنكم إذا اجتهدتم في معارضته وعجزتم جميعا الخ) ضمير «هو» راجع إلى قوله: «ما هو كالفذلكة» واعتبر في تفسير قوله تعالى: فإن لم تفعلوا اجتهادهم في معارضة القرآن وعجزهم عنها مع أن أداة الشرط الواقعة في نظم القرآن داخلة على انتفاء الفعل الذي هو في معنى ترك المعارضة، وهو أعم من العجز عنها لانسياق الذهن إلى اعتبارها بمعونة المقام. ومعنى الجمعية في قوله: «وعجزتم جميعا» مستفاد من الخطاب العام في قوله: كنتم وفأتوا وقوله: وادعوا شهداءكم، وقوله: «بما يساويه أو يدانيه» إشارة إلى أن مماثلة ما أتوا به للقرآن لا تقتضي مساواته بل تحصل بأن يكون قريبا منه، وأيضا قوله: «إذا اجتهدتم» بكلمة «إذا» مع أن الواقع في الآية هي كلمة «إن» إشارة إلى أن المقام يقتضي كلمة «إذا» المستعملة في مقام القطع بتحقق الشرط، وأن العدول إلى كلمة «إن» لنكته كما سيجيء. وإنما قلنا إن مقتضى المقام هو كلمة «إذا» لأنها في الأصل موضوعة لأن تدخل على شرط مقطوع الوقوع فيما سيأتي من الزمان في اعتقاد المتكلم، بخلاف كلمة «إن» فإنها موضوعة لشرط مفروض وجوده في المستقبل مع عدم قطع المتكلم الآن بوقوعه فيه ولا بعدم وقوعه، والمتكلم بهذه الآية لم يكن شاكا في عجزهم فمقتضى الظاهر أن يقال: فإذا لم تفعلوا. قوله: (ظهر أنه معجز) إشارة إلى أن قوله: فاتقوا النار وإن كان جواب الشرط ظاهرا إلا أنه في الحقيقة لازم الجزاء، وأن الجزاء الحقيقي هو هذا المقدر فكان الظاهر أن يقال: فإذا اجتهدتم في معارضته فيما سيأتي من الزمان وعجزتم جميعا عن الإتيان بما يماثله ظهر أنه معجز وأن التصديق به واجب فآمنوا به، والتقوا العذاب المعد لمن كذب. فعبر عن الإتيان المكيف أي عبر عن الفعل الخاص وهو الإتيان المقيد بالتعليق بمفعوله الذي هو قوله: بسورة من مثله بمطلق الفعل الذي يعم كل فعل من
Bogga 405