Hashiya Cala Tafsir Baydawi
حاشية محيي الدين زاده على تفسير القاضي البيضاوي
Noocyada
والصاعقة قصفة رعد هائل معها نار لا تمر بشيء إلا أتت عليه من الصعق وهو شدة الصوت وقد تطلق على كل هائل مسموع أو مشاهد. ويقال: صعقته الصاعقة إذا أهلكته بالإحراق أو شدة الصوت. وقرىء من الصواقع وهو ليس بقلب من الصواعق لاستواء كلا البناءين في التصرف فيقال: صقع الديك وخطيب مصقع وصقعته الصاعقة، وهي في الأصل إما صفة لقصفة الرعد أو للرعد والتاء للمبالغة كما في الرواية، أو مصدر كالعافية والكاذبة.
حذر الموت نصب على العلة كقوله:
سبحانه وتعالى: مما خطيئاتهم أغرقوا [نوح: 25] أي من أجل خطيئاتهم. قوله: (وقد تطلق) أي الصاعقة على كل هائل مسموعا كان أو مشاهدا. فإن كان المراد بالصواعق المذكورة في هذه الآية الصواعق بهذا المعنى الأعم وجب تخصيصها بالهائلات المسموعة رعدا كان أو غيره بقرينة الجعل المذكور إذ لا وجه لجعل الأصابع في الآذان إلا من أجل الهائلات المسموعة، قوله: (ويقال: صعقته الصاعقة) عطف على قوله: «وقد تطلق على كل هائل مسموع أو مشاهد» لبيان إطلاق الصاعقة على الهائل المشاهد وهو النار النازلة مع الرعد القاصف أي شديد الصوت كإطلاقها على الهائل المسموع وهو نفس الرعد القاصف.
قوله: (وهو ليس بقلب من الصواعق لاستواء كلا البناءين في التصرف) فإن كل واحد منهما يتصرف ويشتق منه ألفاظ كثيرة ولا ينافي استواؤهما بهذا المعنى اختلاف تلك الألفاظ المشتقة ولو كانت الصواقع مقلوبا لاكتفى بالتصرف في الصواعق كما هو شأن المقلوب مع الأصل. قوله: (فيقال: صقع الديك) أي صاح وهو تفريع لاستواء البناءين في التصرف والمصقع بكسر الميم كالمجهر أيضا وهو الذي يجهر بخطبته. وقد مر معناه في غير هذا الموضع. قوله: (وهي في الأصل) قيد به لأن الصاعقة الآن اسم ليس بصفة يعني أن الصاعقة في الأصل إما صفة لقصفة الرعد أي لشدة صوته فتكون التاء التي فيها لتأنيث الموصوف في الأصل، وإما صفة لنفس الرعد وهو مذكر فحينئذ لا تكون التاء للتأنيث بل للمبالغة كما في رواية في مبالغة الراوي يقال: رجل راوية أي كثير الرواية. فيكون صواعق في الحقيقة جمع صاعق كفوارس في جمع فارس وهو شاذ نادر لأن فواعل إنما هو جمع فاعلة لا جمع فاعل. والتاء قد تكون للنقل من الوصفية إلى الإسمية. وتاء صاعقة على تقدير كونها في الأصل صفة الرعد يجوز أن تكون من هذا القبيل وإن كانت الصاعقة مصدرا بمعنى الصعق كالكاذبة والعافية بمعنى الكذب والمعافاة كانت التاء فيها أصلية.
قوله: (نصب على العلة) أي على أنه مفعول له لقوله: «يجعلون» بعد تعليله بقوله:
Bogga 339