ويقفوا على الساكن. ويشهد له تصريفه على أسماء وأسامي وسمى وسميت ومجيء سمى كهدى لغة فيه قال:
والله أسماك سمى مباركا ... آثرك الله به إيثاركا
والقلب بعيد غير مطرد.
يجز تخفيف أوله بالحذف لكونه مستلزما لإحجاف الكلمة فخفف بإسكانه واجتلب ألف الوصل لأجل الابتداء فصار اسم على وزن افع. واختلف في وزن أصله أهو فعل بكسر الفاء أو فعل بضمها؟ وكل واحد منهما يجمع على أفعال كجذع وأجذاع وقفل وأقفال فجمع اسم على التقديرين أسماء. وقول المصنف: «لأن من دأبهم أن يبتدؤوا بالتحرك» لا يصلح دليلا على الاحتياج إلى زيادة حرف يبتدأ به فضلا عن أن يكون ذلك الزائد الهمزة بخصوصها لتيسر الابتداء بتحرك الساكن كما في قول من قال: بسم الذي في كل سورة سمه وقوله:
والله أسماك سمى مباركا. وهذا القول من المصنف يشعر بإمكان الابتداء بالساكن ومن زعم امتناعه يحتج بالاستقراء وهو على تقدير كونه تاما لا يدل إلا على عدم الوقوع وعدم الوقوع لا يستلزم الامتناع فلما لم يحصل الجزم بالامتناع أوقعه المصنف في حيز الإمكان حيث قال: «لأن من دأبهم» ولم يقل لامتناع.
قوله: (ويشهد له) أي لكون لفظ الاسم من الأسماء المحذوفة الإعجاز أنهم اتفقوا على أمور منها أن تصغير اسم سمي أصله سميو، ومنها أن جمعه أسماء وجمع أسماء أسامي، ومنها أن الفعل منه سميته دون وسمته، ومنها مجيء سمى على وزن هدى لغة فيه، ولو كان مشتقا من وسم يسم سمة وكان أصله وسما كما ذكره الكوفيون لكان تصغيره وسيما وجمعه أوساما وكان الفعل منه وسمت ولوجب أن لا يجيء سمى لغة فيه لأن الناقص لا يجيء لغة من المثال. قوله: (ومجيء سمى كهدى) عطف على قوله تصريفه. قوله: (لغة) نصب على الحالية من سمى وقوله: «فيه» أي في اسم فإن في لفظ اسم خمس لغات: اسم، واسم بكسر الهمزة وضمها، وسم، وسم بكسر السين وضمها، وسمى على وزن هدى.
قوله: (والله أسماك سمى مباركا) أي سماك باسم مبارك يقال: سميت فلانا زيد أو سميته بزيد وأسميته زيدا وبزيد كله بمعنى. والاسم المبارك هو الذي يسمو به المسمى كمحمد وسعد وسعيد وغانم ونافع ومبارك آثرك الله به إيثارك والمعنى والله سماك باسم مبارك واختارك الله بذلك الاسم على غيرك كما اخترت به نفسك أو لاختيارك إياه. قوله: (والقلب بعيد) جواب عن الكوفيين وهو أن لفظ اسم من الأسماء التي حذفت أوائلها وأن هذه الأمثلة مقلوبة قلب مكان حيث أخرت الواو من أول الكلمة إلى الآخر فإن الأصل أسماء مثلا أوسام
Bogga 38