Hashiya Cala Tafsir Baydawi
حاشية محيي الدين زاده على تفسير القاضي البيضاوي
Noocyada
نورهم وإنما جاز ذلك ولم يجز وضع القائم موضع القائمين لأنه غير مقصود بالوصف بل الجملة التي هي صلته وهو وصلة إلى وصف المعرفة بها ولأنه ليس باسم تام بل هو يخفى أن رجوع ضمير الجمع إلى المفرد غير معقول فما وجه رجوعه إليه؟ وذكر المصنف لبيان رجوعه إليه؟ وذكر المصنف لبيان رجوعه إليه ثلاث تأويلات: الأول أن يكون «الذي» بمعنى «الذين» مخففا منه بحذف نونه كما في قوله تعالى: والذي جاء بالصدق وصدق به أولئك هم المتقون [الزمر: 33] فإن قيل: لو كان «الذي» بمعنى «الذين» لقيل «استوقدوا» كما قال تعالى: كالذي خاضوا [التوبة: 69] أجيب بأن «الذي» لفظ مفرد وإن كان بمعنى الجمع فتوحيد الضمير إنما هو بالنظر إلى إفراد اللفظ. وقيد المصنف كون «الذي» بمعنى «الذين» بكونه مرجع ضمير الجمع في قوله: بنورهم لأنه إذا كان ضمير «نورهم» للمنافقين بأن يكون جوب «لما» محذوفا، ويكون تقدير الكلام خمدت ناره ويكون جملة ذهب الله بنورهم استئنافا مبينا لوجه الشبه بين حال المنافقين وحال من استوقد نارا فانطفأت ناره، فحينئذ لا يحتاج إلى جعل «الذي» بمعنى «الذين» إذ لم يرجع إليه ضمير الجمع حينئذ. قوله: (وإنما جاز ذلك) أي جاز كون «الذي» بمعنى «الذين» وأن يوضع موضعه وأن يرجع إليه ضمير الجمع مع أن الصفات المفردة نحو: القائم لا يجوز أن تكون بمعنى الجمع وأن توضع موضعه ويرجع إليها ضمير الجمع، فلا يقال: جاء الرجال القائم وإنما يقال: الرجال القائمون. والفرق بينهما أن «الذي» غير مقصود بالوصف بل المقصود بالوصف هو الجملة التي وقعت صلة له فإذا قلنا: جاءني الرجل الذي قام المقصود الأصلي توصيف الاسم بالجملة إلا أن الجملة لما كانت نكرة والاسم معرفة ولا يصح أن توصف المعرفة بالنكرة أتى بالموصول ليكون وصلة ووسيلة إلى وصف المعرفة بها، ولما كان المقصود بالوصف هو جملة الصلة اعتبر مطابقتها للموصوف بكون ما فيها من الضمير العائد إلى الموصوف مطابقا له في الإفراد والجمعية ولم تعتبر المطابقة بين «الذي» وموصوفه لأن المطابقة للموصوف إنما تجب فيما بين الأوصاف وموصوفاتها لا فيما بينهم وبين ما هو وسيلة إلى الوصف بخلاف نحو: القائم والقاعد فإنه مقصود بالوصف فاعتبر مطابقته لموصوفه فلم يجز وضع المفرد موضع الجمع فيه بل شرط موافقته لما أريد به. قوله: (وهو وصلة) جواب عما يقال: إذا كان المقصود بالوصف وهو الجملة التي وقعت صلة فأي فائدة في ذكر الموصول؟ قوله: (ولأنه ليس باسم) فرق بين «الذي» وبين نحو «القائم» من الصفات حتى جاز وضع الذي موضع «الذين» ولم يجز وضع المفرد من الصفات موضع جمعه.
وبيانه أن «الذي» لما لم يكن اسما تاما في إفادة المعنى ما لم تقترن به الصلة لم يقع في التركيب فاعلا أو مفعولا أو مبتدأ أو خبرا أو غير ذلك إلا مع صلته فكان مجموع الموصول
Bogga 313