295

Hashiya Cala Tafsir Baydawi

حاشية محيي الدين زاده على تفسير القاضي البيضاوي

Noocyada

كفرهم وإصرارهم وسدهم طريق التوفيق على أنسهم فتزايدت بسببه قلوبهم ربنا وظلمة تزايد قلوب المؤمنين انشراحا ونورا، أو مكن الشيطان من إغوائهم فزادهم طغيانا أسند ذلك إلى الله تعالى إسناد الفعل إلى المسبب مجازا وأضاف الطغيان إليهم لئلا يتوهم أن تعالى. ففي المسند مجاز لغوي، وفي الإسناد مجاز عقلي لأنه إسناد الفعل إلى المسبب له وفاعله في الحقيقة هم الكفرة. إلى هنا كلامه. يعني أن قوله تعالى: يمدهم في طغيانهم بمعنى يعطيهم المدد في الطغيان مشتمل على مجازين: مجاز في المفرد وهو المدد في الطغيان فإنه حقيقة فيما يكون من جنس الطغيان والتوغل في الكفر لما تزايد من تزايد الرين كان مجازا لأنه ليس من جنس الطغيان بل هو أمر مسبب عنه. فإن الطغيان والإصرار على الكفر سبب لخذلان الله تعالى إياهم والخذلان سبب لتزايد الرين فظهر أن الرين الزائد ليس من جنس الطغيان بل هو أمر آخر متفرع عليه فلا يكون تحصيله فيهم مدا في الطغيان فإطلاق المد عليه إطلاق مجازي. وكذا إسناده إليه تعالى إسناد من قبيل إسناد الفعل إلى المسبب لأن الكفر والرين ومدده كلها من أفعال الكفرة عند المعتزلة إلا أن تزايد الرين وما كان مددا لما كان متسببا عن منع الله تعالى ألطافه عنهم أسند المد بمعنى تزايد الرين إليه تعالى لأنه مسببه. وقد مر أن اللطف ما يختار المكلف عنده فعل الطاعة أو ترك المعصية، وما أدى منه إلى فعل الطاعة يسمى توفيقا وما أدى إلى ترك المعصية يسمى عصمة فكل واحد منهما مندرج تحت اللطف اندراج الأخص تحت الأعم. قوله: (أو مكن الشيطان) عطف على قوله: «منعهم». وأشار إلى وجه ثان من تأويلات المعتزلة ولا مجاز في المفرد على هذه الوجه إذ ليس المراد بالمد ما تزايد من الرين بل ما تزايد من الطغيان، وإنما المجاز في الإسناد لأن المد بمعنى زيادة الطغيان فعل الشيطان إلا أنه أسند إليه تعالى على طريق إسناد الفعل إلى المسبب أيضا لأن الشيطان إنما فعله بسبب تمكين الله تعالى إياه وإقداره عليه إلا أن إسناده إلى الشيطان أيضا مجازي لأن أصل الطغيان وما زاد عليه كله فعل الشيطان عندهم إلا أنه لما صدر عنهم بإغواء الشيطان وإغرائه أسند إليه لكونه تعالى موجدا سببه، وذلك لأن الشيطان ليس قادرا على خلق شيء في العبد فإنه ليس له سلطان على العبد سوى الوسوسة والإغواء وإلا لما نجا من شره أحد. وأشار المصنف إلى ما قلنا بقوله: «مكن الشيطان من إغوائهم فزادهم طغيانا أي بسبب إغوائه فقط وليس له مدخل في تزايد الطغيان بشيء سوى الإغواء. ولا شك أن تزايد الطغيان أمر حادث لا بد له من محدث وهم لا يجوزون كونه محدثا لله تعالى، وقد تقرر أن الشيطان لا يقدر على إحداث شيء في العبد فتعين أن يكون محدثه هو العبد على زعمهم. إلا أنه لما كان حاصلا بسبب إغواء الشيطان وكان الإغواء حاصلا بتمكين الله تعالى وإقداره على أن الإغواء كان سببا بعيدا لتزايد الطغيان فأسند إليه

Bogga 301