Hashiya Cala Tafsir Baydawi
حاشية محيي الدين زاده على تفسير القاضي البيضاوي
Noocyada
ولم يعامل معاملة أين وهؤلاء. ثم إن مسمياتها لما كانت عنصر الكلام وبسائطه التي يتركب منها افتتحت السورة بطائفة منها إيقاظا لمن تحدي بالقرآن وتنبيها على أن أصل المذكورة ويجعل انتفاء التركيب أيضا علة للبناء، ويجوز اجتماع الساكنين لأجل البناء كما يجوز لأجل الوقف بناء على أن سكون البناء لما شابه سكون الوقف اغتفر فيه الجمع بين الساكنين كما اغتفر في سكون الوقف. ويرد عليه أن ذلك تصحيح اللغة بالقياس والرأي وذلك غير مقبول بل لا بد من النقل عمن يوثق بعربيته، ومع ذلك أنه قياس مع الفارق وذلك لأن السكون البنائي أصلي وسكون الوقف عارض ولا يلزم من اغتفار الجمع بين الساكنين في الثاني اغتفاره في الأول. قوله: (ثم إن مسمياتها) إشارة إلى وجه افتتاح السورة المعهودة بهذه الأسماء والعنصر الأصل.
قوله : (وبسائطه التي يتركب منها) عطف تفسير لعنصر الكلام وضمير منها في قوله:
«بطائفة منها» راجع إلى الألفاظ المذكورة التي هي أسماء الحروف لأنها هي التي افتتحت السورة بها لا بمسمياتها التي هي الحروف الوحدان، وإن كان المكتوب في الأوائل نقوش المسميات. والظاهر أن تعريف السورة في قوله: «افتتحت السورة بطائفة منها» للعهد الخارجي والمعهود سورة البقرة لا للاستغراق لأن من سور القرآن ما لم يفتتح بطائفة منها مثل: ص وق ون. ويحتمل أن يكون للعهد الذهني احتمالا مرجوحا إلا أن الأسماء التي افتتحت السورة بها كتبت على صور مسمياتها لا على صورة اللفظ الملفوظ به وكان القياس أن تكون صورة الخط موافقة لصورة اللفظ وصورة بسائطه، فينبغي أن تكتب الأسامي التي افتتحت بها سورة البقرة على صورة ألف لام ميم لا على صورة الم، لأن المفتتح بها هي الأسماء لا المسميات فينبغي أن تكتب الأسماء على صور أنفسها لا على صور مسمياتها لكنها لم تكتب على صور أنفسها بل كتبت على صور مسمياتها اتباعا للعادة المستمرة. فإن الكلمة المركبة من ذوات الحروف كضرب مثلا إذا تهجيت يتلفظ بأسمائها فيقال: ضاد راء باء، وإذا قيل للكاتب اكتب ضادا يكتب الحرف نفسه وهو ضه لا اسمه وهو ضاد، وإذا قيل له اكتب الراء يكتب ره فلما كان جميع الكلم مركبة من أنفس الحروف وإذا تهجيت كلمة منها يتلفظ بأسماء حروفها وإذا كتبت تكتب بذوات الحروف، عمل في فواتح السور على هذه الطريقة والعادة المستمرة حيث تلفظ بالأسماء فقيل: ألف لام ميم وكتبت ذوات الحروف على صور أنفسها وهو صورة الم. قوله: (إيقاظا لمن تحدي بالقرآن) عن سنة الغفلة ونوم التعامي عن حال القرآن وهو علة لافتتاح السورة بطائفة من أسماء عنصر الكلام وبسائطه. والتحدي المعارضة يقال: تحديث فلانا إذا عارضته في فعل وفعلت مثل فعله من الحداء يتعارض فيه الحاديان وهما اللذان يسوقان الإبل ويغنيان لها يقال: حدوت الإبل حدوا
Bogga 119