149

Hashiyat al-Sindi 'ala Sahih al-Bukhari

حاشية السندي على صحيح البخاري

قوله : (ما العمل في أيام العشر أفضل منها في هذه) كذا لأكثر الرواة ، والمراد بهذه أيام عشر ذي الحجة كما جاء مصرحا به في غير واحد من روايات الكتب ، ووقع في بعض روايات هذا الكتاب ما العمل في أيام العشر أفضل من العمل في هذه أي أيام التشريق إلا أن هذا السياق شاذ لا عبرة به لمخالفته لروايات هذا الكتاب وروايات سائر الكتب بقي أن الحديث على الوجه الصحيح لا يطابق الترجمة ، والجواب أن فضل عشر ذي الحجة إنما هو لوقوع أعمال الحج تقع في أيام التشريق كالرمي والطواف وغير ذلك من تتماته ، فينبغي أن يكون لها نصيب من الفضل وضمير منها في الحديث عائد إلى العمل قيل بتأويل الأعمال كما قالوا في قوله تعالى : {أو الطفل الذين لم يظهروا} وقيل : بتأويل القربة أي ما القربة في أيام أفضل منها ، وهذا القائل رد الوجه الأول بأنه غلط لأن الطفل يطلق على الجمع بخلاف العمل. قلت : وهو غلط لأن العمل مصدر وإطلاق المصدر على الجمع مما صرح به غير واحد من أئمة العربية والتتبع شاهد صدق على ذلك قال تعالى : {إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات} إنا لا نضيع أجر من أحسن عملا فقد قالوا العائد إلى المبتدأ هو أن من أحسن هم المؤمنون أو شمول من أحسن لهم ولا يخفى أن المؤمنين يحسنون أعمالا والله تعالى أعلم.

رقم الجزء : 1 رقم الصفحة : 326

ثم المتبادر من هذا الحديث عرفا أن كل عمل من أعمال البر إذا وقع في هذه الأيام هو أفضل من نفسه إذا وقع في غيرها ، وهذا من باب تفضيل الشيء على نفسه باعتبارين ، وهو

Bogga 158