113

Hashiyat al-Sindi 'ala Sahih al-Bukhari

حاشية السندي على صحيح البخاري

246 قوله : (ثم صلى بعد ذلك النبى صلى الله تعالى عليه وسلم جالسا الخ) يريد أن حديث عائشة الذي في مرضه صلى الله تعالى عليه وسلم ناسخ لحديث إذا صلى جالسا فصلوا جلوسا كذا قاله جمهور الفقهاء ، لكن قد بحث فيه من لا يرى النسخ بوجوه منها أن الحديث المذكور ليس بصريح في إمامة النبي صلى الله تعالى عليه وسلم ، فيجوز أن يكون الإمام إذ ذاك هو أبو بكر ، وذلك لأن قولها فجعل أبو بكر يصلي وهو قائم الخ على ظاهره يستلزم أن تكون صلاة واحدة بإمامين ، وأن يكون اقتدى أحد الإمامين بالآخر ، فلا بد من تأويله عند الكل فكما يجوز تأويله بأن النبي صلى الله تعالى عليه وسلم كان إماما ، وأن أبا بكر كان يسمع الناس التكبير كذلك يمكن تأويله بأن أبا بكر كان يراعي النبي صلى الله تعالى عليه وسلم في الصلاة ، وينظر إلى حاله ، وهذا كما في الحديث في حق إمام اقتدى بأضعفهم إلا أن يقال بعض روايات هذا الحديث لا يقبل مثل هذا التأويل لا أنه معارض بأن بعضها صريح في إمامة أبي بكر فعن عائشة صلى النبي صلى الله تعالى عليه وسلم خلف أبي بكر في مرضه الذي مات فيه قاعدا ومثله عن أنس رواهما الترمذي وصححهما.

Bogga 122