11

Hashiyat al-Sindi 'ala Sahih al-Bukhari

حاشية السندي على صحيح البخاري

18 باب من قال : إن الإيمان هو العمل قوله : (باب من قال إن الإيمان هو العمل) لما ورد في مواضع من كتاب الله تعالى عطف العمل على الإيمان والعطف للمغايرة توهم أن الإيمان لا يطلق عليه اسم العمل شرعا ، فوضع هذا الباب لإثبات أن اسم العمل شرعا يشمل الإيمان واستدل عليه بقوله تعالى : {تلك الجنة} الآية لا بناء على أن معنى {بما كنتم تعملون تؤمنون} ، فإنه بعيد بل بناء على أن الإيمان هو السبب الأعظم في دخول الجنة ، فلا بد من شمول بما كنتم تعملون له ، وكذا قول عدة من أهل العلم لبيان شمول العمل لقول : "لا إله إلا الله" على معنى أي حتى عن قول "لا إله إلا الله" لا لبيان اقتصار العمل عليه والمراد والله تعالى أعلم.

رقم الجزء : 1 رقم الصفحة : 13

عما كانوا يعملون فعلا وتركا فيشمل السؤال من قال ومن ترك ، وكذا قوله لمثل هذا الخ ، العمل فيه يشمل الإيمان لا أن المراد به الإيمان فقط.

والحاصل أنه في هذه الآية وقع الاقتصار على ذكر العمل مع أن الموضوع موضع ذكر الإيمان والعمل جميعا ، فلا بد من القول بشمول العمل للإيمان وهو المطلوب ، وعلى هذا فما وقع في القرآن من عطف العمل على الإيمان في مواضع ، فهو من عطف العام على الخاص لمزيد الاهتمام بالخاص والله تعالى أعلم.

20

Bogga 16