Harun Rashid Maca Anas Jalis
هارون الرشيد مع أنس الجليس
Noocyada
معين ولكن بالضلال على الورى
وبالصالحات الناصحات ضنين
علي :
عتبنا أيها الوالد على ابن سليمان، كيف طاوع المعين وقبل منه البهتان؟! وما في الأمر ما يوجب العناء، أو يقضي بالعقوبة والجزاء.
الفضل :
هذا - يا بني - معلوم، لابن سليمان الظلوم؛ لأنه في كل حال هو المسئول، وعليه أن يميز حدود الفضل من الفضول. واعلم يا بني، وجوهر ناظري، أن ولي الأمر على زيد وعمر، كالسهم الخارج من الوتر؛ بل شبه القضاء والقدر، لا يصد ولا يرد، ولا حيلة في منعه لأحد؛ فإذا لم يتدبر قبل إبرازه، في عواقب مآله وأعجازه، ربما أدى إلى الندم، والتأسف حيث زلت القدم، ولو تأمل ابن سليمان، في عواقب بغيه والعدوان، لما كان طاوع المعين وقبل منه البهتان.
علي :
وما قصد المعين أيها الوالد، بما أوقعنا به من الشدائد؟
الفضل :
ما له مقصد غير الطمع، الذي ما استعمله أحد وانتفع، وصاحبه - من الشره، والحرص والسفه - لو أقبلت إليه الأرضون وما حوته تبرا، وهطلت عليه السماء جوهرا أو درا، وألبسته الأقيال تاج السيادة، لا يمتنع عن الزيادة، والمعين - يا بني - من هذا القبيل، لا يقنعه قليل ولا جزيل، وقد أحب أن يخلو له الجو فيظفر، ويبلغ بكيده منا حظه الأوفر، لكن حفظ شيئا وغابت عنه أشياء، ولا بد ما يقع هو وابن سليمان في أشد العناء؛ حيث إن الجزاء من جنس العمل، ولكل امرئ نتيجة ما فعل.
Bog aan la aqoon