فقال العمدة: سبحان الله يا حاج إبراهيم وماذا تريدنا أن نفعل؟ امرأة تكره زوجها! فكيف يصلح العيش بينهما؟ هل المعاشرة تدوم بالغصب؟
فقال الحاج إبراهيم: سبحان الله يا حضرة العمدة وماذا يفعل صالح؟ وما ذنبه إذا كان فقيرا؟ وهل تزوجته على أنه صاحب مائة فدان، ثم اتضح لها أنه لا يملك شيئا؟ إنه صالح، صالح نفسه الذي تزوجته لم يتغير.
ثم دس في لهجته رنة عميقة وهو يقول: هو نفسه صالح الذي قبلت أن تصلحه أنت عليها يا حضرة العمدة، فهل يطلقها الآن؛ لأنه لا يملك ما يصلحها به؟
أحس العمدة تلك الرنة التي دسها الحاج إبراهيم، وعرف أنه يقصد إلى تلك الفراخ التي كان مصيرها سيارة المأمور، ولكن العمدة يغضي عن كل هذا الغمز ويقول: طيب يا حاج إبراهيم، سنرسل الآن إلى أحمد أبي خليل ونرى إن كان يقصد إلى إثارة سعدية على زوجها، أو أنها مجرد صدفة.
فقال الحاج إبراهيم: أي صدفة يا حضرة العمدة؟ إنه يرسل إليها الرسل في كل يوم.
وقال العمدة: سنرى يا حاج إبراهيم، سنرى.
ثم صاح مناديا: يا عبد الجليل، يا عبد الجليل!
وقبل أن يأتي عبد الجليل يصعد إلى الشرفة الشيخ حسن وابنه فخري فيرحب بهما العمدة، ثم يأتي عبد الجليل فيطلب إليه العمدة أن يرسل خفيرا إلى أحمد أبي خليل ليحضره، وينصرف عبد الجليل ويعود العمدة إلى الشيخ حسن: مرحبا أبا فخري، تأخرت الليلة عن موعدك، لعل المانع خير إن شاء الله؟!
فيجيب الشيخ حسن في فرحة غامرة: خير وأي خير! فخري عاد بالسلامة اليوم، وقد نجح في الامتحان ونقل إلى السنة الرابعة.
ويصيح العمدة: الحمد لله، مبروك يا فخري، مبروك يا بني يا ولد، هات الشربات حلاوة نجاح فخري.
Bog aan la aqoon