Dagaal iyo Nabad

Leo Tolstoy d. 1450 AH
78

Dagaal iyo Nabad

الحرب والسلم (الكتاب الأول): إلياذة العصور الحديثة

Noocyada

فأجابه بوريس بهدوء، وقد ارتسمت على شفتيه ابتسامة مواسية لا تخلو من طابع السخرية: إنك تخطئ، إنني بوريس بن بوريس ابن الأميرة آنا ميخائيلوفنا دروبتسكوي، أما روستوف الشاب فاسمه نيكولا، وأما إيلي فهو أبوه، وأنا لم أعرف مدام جاكو من قبل ...

انتفض بيير وراح يلوح بيديه باضطراب، وكأنه يطرد ثول نحل أو ذباب تجمع حوله، وأرتج عليه لحظة، ثم قال: آه، ويحي! إنني أخلط بين الأشياء! إن لي عددا كبيرا من الأقارب والمعارف في موسكو! إنك إذن بوريس. حسنا، لقد اتفقنا. حدثني عن رأيك في غزوة بولونيا، إن الإنجليز لن يصمدوا طويلا إذا تخطى نابليون بحر المانش، أليس كذلك؟ إنني أعتقد أن المسألة ممكنة التنفيذ شريطة ألا يرتكب فيلنوف

2

حماقات وأخطاء.

كان بوريس لا يقرأ الصحف؛ لذلك فقد كان لا يعرف شيئا عن غزوة بولونيا، ويجهل حتى مؤدى اسم فيلنوف. قال بلهجته الهازئة الهادئة: إن الحفلات والولائم تشغلنا هنا أكثر مما تشغلنا السياسة؛ لذلك فإنني لا أستطيع أن أكون رأيا بصدد قضية أجهلها. إن موسكو مدينة المهذارين قبل كل شيء، إنهم لا يتحدثون الآن إلا عن الكونت وعنك. إن النميمة طبع متأصل في النفوس.

ابتسم بيير ابتسامته البريئة الصريحة، كان ينتظر أن يحدثه بوريس بكلمات قاسية يندم على قولها، غير أن بوريس نطق بكلماته بصوت واضح جاف وهو لا يني يحدق في عيني بيير بجرأة. أردف يقول: نعم، إن الثرثرة عمل الموسكوفيين الوحيد، إنهم يتساءلون الآن لمن سيترك الكونت ثروته، رغم أنه قد يعيش حتى بعد أن نموت نحن، وهو الأمر الذي أتمناه من صميم نفسي.

قال بيير، وهو يزداد خوفا من أن ينزلق بوريس في منحدر خطر عسير، لا يجد منه خلاصا: نعم، إن كل هذا مزعج وأليم.

أضاف بوريس معقبا، وقد احمر وجهه قليلا دون أن تتبدل لهجته، أو أن يتغير أسلوبه: يمكنك أن تصدق أن كل الناس يأملون في أن يبلغوا نصيبا من ثروته، بل إن عددا منهم قد أصبحت الفكرة في رأسهم ثابتة متركزة.

فقال بيير في سره: «ها قد وقع المحذور!» بينما أردف بوريس: أود بهذه المناسبة أن أبلغك - تفاديا لأي سوء تفاهم يقع - أنك تخطئ خطأ فاحشا إذا وضعتنا، أمي وأنا، في عداد هؤلاء الناس الذين حدثتك عنهم. إننا فقراء جدا، لكنني أستطيع أن أؤكد لك - باسمي على الأقل - أنني لا أعتبر نفسي قريبا لأبيك لمجرد كونه من ذوي الغنى واليسار، وإننا، أمي وأنا، لا نتسول ولا نتقبل أبدا شيئا منه.

لبث بيير برهة قبل أن يستوعب غاية الفتى من حديثه، فلما فهمها، اندفع من مجلسه على الأريكة، وأمسك برسغ بوريس بحماسته الخرقاء المعروفة عنه، وقد احمر وجهه حتى فاق تضرجه اللون الذي اصطبغ به وجه محدثه، وغمغم بخجل وغضب: ولكن ماذا ... هل حقيقة أنني ...؟ من الذي يفكر في هذا؟ إنني أعرف تماما ...

Bog aan la aqoon