Dagaal iyo Nabad

Leo Tolstoy d. 1450 AH
100

Dagaal iyo Nabad

الحرب والسلم (الكتاب الأول): إلياذة العصور الحديثة

Noocyada

قالت: سيكون الأمر على خير ما يرام، إنني لم أحلم بشيء، ولا أحلم قط بشيء.

ثم أبعدت الكلب الصغير من حجرها، وراحت تسوي ثنيات ثوبها. أردفت: هذه هي إذن مكافأته لأولئك الذي ضحوا بكل شيء من أجله، لا بأس، إن هذا رائع، لست في حاجة إلى شيء يا أمير.

فاعترض الأمير بازيل على قولها، دون أن تتنازل بالإصغاء إليه: لكنك لست وحيدة؛ هناك أخواتك. - كان ينبغي أن أعرف من قبل أنني لن أحصد في هذا البيت إلا الدناءة والحسد والرياء والشغب والعقوق، نعم، أسوأ أنواع العقوق.

سألها الأمير وقد عادت التشنجات العصبية إلى وجنتيه، أقوى من المرة السابقة: هل تعرفين مكان الوصية؟ - آه، كم كنت حمقاء! يا لها من حماقة أن يستسلم المرء للناس، ويحبهم ويضحي بنفسه من أجلهم! إن النفوس الدنيئة وحدها هي التي تنجح في هذه الحياة، إنني أعرف مصدر هذه المزعجات.

أرادت أن تنهض، غير أن الأمير استبقاها، فألقت عليه نظرة غضبى، وبدا على وجهها أنها تخلت عن كل حسن ظنها في الجنس البشري. - لم نخسر شيئا بعد، يا صديقتي، إنك تذكرين يا كاتيش، أن كل ذلك وقع على حين غرة، في لحظة من لحظات الغضب، وتحت تأثير المرض، ثم أهمل كل شيء ونسي، وواجبنا يا عزيزتي هو تصحيح هذه الخطيئة، وتخفيف عذاب ساعته الأخيرة، بأن نسمح له بإبطال هذه الظلامة، وألا ندعه يموت وهو يفكر في أنه تسبب في آلام الناس وتعاستهم ...

فأعقبت كاتيش متممة حديثه: الناس الذين ضحوا بكل شيء من أجله.

وحاولت النهوض من جديد، فعاد الأمير يستوقفها مرة أخرى، أردفت وهي تزفر متلوعة: وهذا هو الأمر الذي لم يقدره حق قدره قط.

ثم أضافت: حسنا يابن عمي، إن هذا يعلمني بأنه ليس في هذا العالم مجال لانتظار المكافآت، بعد أن حرم العالم من الشرف والعدل، إن هذا العالم الدنيء ملك للأوباش والخبثاء. - هيا هدئي روعك، إنني أعرف قلبك الطيب. - آه، كلا، إنني لست طيبة!

كرر الأمير: إنني أعرف قلبك الطيب، وأقدر صداقتك، وأرجو أن تبادليني هذا الشعور الطيب ، اهدئي ولنتحدث بتعقل، طالما أن الوقت لم يدركنا بعد؛ إذ لعل أمامنا يوما كاملا وقد تكون ساعة واحدة، حدثيني بكل ما تعرفينه عن الوصية، اذكري لي أين هي؛ إذ ينبغي أن تكوني على علم بذلك، سوف نطلع الكونت عليها، لعله يكون قد نسيها، فيبدي رغبة في إتلافها، اعلمي جيدا أن رغبتي الصحيحة هي تنفيذ إرادته بكل أمانة وإخلاص، ومن أجل ذلك جئت إلى هنا؛ لقد أتيت لأساعدك وأساعده معا. - إنني أفهم كل شيء الآن، إنني أرى الجهة التي تسببت بكل هذه المضايقات، نعم إنني أرى بوضوح. - لكن الأمر لا يتعلق بذلك يا عزيزتي. - إنها محميتك، عزيزتك الأميرة دروبتسكوي، تلك المخلوقة اللعينة، تلك المرأة الذرية التي لا أرتضي بمثلها وصيفة لي. - إننا نضيع الوقت عبثا. - آه، دعك من هذا، لقد تسللت إلى هنا في الشتاء المنصرم، وروت للكونت عنا جميعنا أكاذيب مروعة - وبصورة خاصة عن صوفي، حتى إنني أخجل من إعادة أقوالها - فنجم عن ذلك أنه رفض رؤيتنا خلال مرضه، ولبث يبعدنا عنه خمسة عشر يوما، إنني واثقة من أنه كتب تلك الوصية البغيضة الجائرة في تلك اللحظة، ولقد ظننت بكل سخف أنها لا قيمة لها! - ها قد وصلنا إلى النقطة الهامة، لم لم تحدثيني بهذا الأمر من قبل؟ - إن الوصية في حافظة أوراق جلدية، مع تعليمات أخرى، والحافظة موضوعة تحت وسادته.

وأعقبت الأميرة متغاضية عن الرد على سؤال الأمير: إنني الآن أرى الأمر بوضوح.

Bog aan la aqoon