Harakat Islahiyya
محاضرات عن الحركات الإصلاحية ومراكز الثقافة في الشرق الإسلامي الحديث
Noocyada
وعندما اشتد حماس الشيخ أحمد في معارضة الدين الإلهي وما خلفه من آثار وفي مناهضة المذهب الشيعي، وعندما نشط هو وأتباعه في دعوتهم التجديدية لمحاربة البدع والعودة بالإسلام إلى أصوله الأولى، غضب عليه جهانجير - بإيعاز علماء الشيعة ورجال القصر - واعتبر نشاطه خطرا على الدولة والعرش، وأمر بالقبض عليه، وسجنه في حصن جواليور
Gwalior ، ولكنه سرعان ما عفا عنه وأمر بإطلاق سراحه، وخلع عليه، ووصله بمبلغ من المال.
وقد اختلفت الروايات عند ذكر الأسباب التي دفعت الإمبراطور جهانجير إلى العفو عن الشيخ أحمد؛ تقول إحدى هذه الروايات: إن الإمبراطور رأى فيما يرى النائم أن الشيخ أحمد قد ظلم، وأن رجلا صالحا يقول له وهو عاض على يديه: «ويحك! قد حبست رجلا لا ترى مثله في الصلاح والورع.»
وتقول رواية أخرى - وهي أقرب إلى الصحة: إنه لم يمض على دخول الشيخ أحمد السجن إلا أيام قليلة حتى تغير الحال غير الحال، وأخذ الرجل ينفث من روحه بين المسجونين والجناة من القتلة والسارقين، ويلقي عليهم مواعظه، فإذا بهم بين يوم وليلة قد انقلبوا خلقا آخر، وبدءوا يأتمرون بأوامر الشيخ في ذلة وخشوع، ويؤدون فروضهم الدينية في أوقاتها وفي حرص شديد؛ مما أثار عجب مدير السجن وإعجابه، فكتب إلى الإمبراطور يقول له: إن هذا السجين - الشيخ أحمد - ليس كغيره من نزلاء السجن، وإنما هو في الحقيقة ملك قلما يأتي الدهر بمثله، فإن وافق السلطان أطلقنا سراحه، وأكرمناه بما يستحقه.
عند ذلك ندم جهانجير على ما صدر منه في حق الشيخ أحمد، وأمر في الحال بإحضاره إلى قصره في أجرا، ولما علم بقربه من العاصمة أرسل ابنه وولي عهده الأمير «خرم» - شاه جهان فيما بعد - لاستقباله والترحيب به، ولما دخل الشيخ أحمد على الإمبراطور حياه وحيا حاشيته بتحية الإسلام، ولم يسجد له، فحفظها الإمبراطور في نفسه، وتلقاه رغم هذا بالترحاب، وأبقاه معه في القصر لينتفع بنصائحه. (3-3) نجاح حركة السيد أحمد التجديدية
وكان لبقاء الشيخ في القصر آثار طيبة؛ فقد استطاع أن يقنع الإمبراطور بإلغاء كثير من البدع التي استحدثها أبوه أكبر، فأصدر بعد قليل أمرا ملكيا نص فيه على ما يأتي: (1)
تحريم السجود للملك. (2)
إباحة ذبح البقر وأكل لحمه. (3)
إعادة بناء المساجد المهدمة. (4)
إبطال القوانين المعارضة للشريعة الإسلامية. (5)
Bog aan la aqoon