فسألها بخشونة مصطنعة: عم تسألين يا ولية؟
فقالت ضاحكة: مهنتي بيع الملابس والسعادة للناس.
فانقطع عنها في حذر.
وعند ميدان القلعة غادرت العربة وهي تقول له: للكلام بقية فلا تنس عيوشة.
23
وتلاقت به أكثر من مرة فوق الكارو، عيوشة الدلالة. الغزو يطرق بابه بعنف، ولكن ضعفه الحقيقي يكمن في قلبه الفتي، في شبابه المتوقد. قمر تناوشه بأبهتها، وعجمية تناوشه أيضا بشبابها، ولعله يتجاوز عمره اليافع في إدراك ما يعنيه زواجه من سيدة في مركز قمر، وما يعنيه زواجه من فتاة مثل عجمية. ثمة عاصفة تتوثب في الأفق. من المستحسن أن تقصف بوادرها وأن يخوض ضرباتها ليحظى في النهاية بالهدوء والاستقرار.
وفي جلسة المساء عقب العشاء رأى أمه في حال غير عادية. عيناها الجميلتان تبرقان بالمكر، وتنفذان إلى دوامة هواجسه. وها هي تسأل في عتاب: ماذا يجري وراء ظهري؟
حسن. إنه يرحب بالمكاشفة، ويرغب في هتك أسرار قلبها المتمرد. - عم تسألين؟
فرفعت رأسها في كبرياء من يتعالى على الانخداع وتساءلت: أي لعبة تلعبها عيوشة الدلالة؟
وقال لنفسه إنه لا سر يصان في فم عيوشة المثرم. وابتسم مستسلما وهو يتمتم: إنها تمارس مهنتها.
Bog aan la aqoon