6
ونما الخبر إلى الأعيان والتجار فدهمهم الذهول، وتفشى في جوهم سحر كالمعجزة. أجل؛ فعندما تستحكم القبضة ولا يوجد منفذ واحد للأمل، تؤمن القلوب القانطة بالمعجزة. ولولا الإشفاق من خيبة عاجلة لأسدلوا الستائر وجهروا بالشماتة والفرح. ماذا ينقذهم من سطوة الجبار وشبابه المتجدد وإرادته الحديدية إلا معجزة؟! فليدم الغياب، ولتطو الأسطورة، ولينقلب الوضع إلى الأبد!
وسعى درويش الخمار إلى محمود قطائف وسأله: أين ذهب الرجل؟
فقال شيخ الحارة بنبرة ساخرة: وهل أنا على الغيب مطلع؟
فحرك درويش رأسه الأبيض وتمتم: ثمة احتمال لا يجوز أن يغيب وهو ضعفه المباغت أمام النساء!
فابتسم محمود قطائف بازدراء ولم يعلق، فواصل الآخر: كنت أحسب له للبقاء مائة سنة! - فغمغم شيخ الحارة:
ويخلق ما لا تعلمون .
7
وهبط المساء، وساقت أمواج الليل برودة غير متوقعة، ولم يظهر لعاشور الناجي أثر. وغشيت الكآبة القهوة والبوظة والغرز. ولم ينم من أسرته أو رجاله أحد. وتأوهت فلة قائلة: ما أكثر الرجال وما أقل الحيلة.
فتساءل شمس الدين بحزن: هل أغفلنا بابا أو تهاونا في عمل؟
Bog aan la aqoon