فتريث الرجل قليلا، ثم قال: تكونت لجنة منذ قليل لجرد دور الأغنياء ومحسوبك عضو فيها. - ليرحم الله من مات. - وقد تبين لنا أن الدور قد نهبت يا صاحب النجاة! - ولكن لم يكن بالحارة حي! - ذاك ما كشف عنه الجرد.
فقال عاشور بحنق: إنه لغريب. أسأل الله أن يكون المال قد وقع في يد من يستحقونه! - يستحقونه؟! - أعني الفقراء من أبناء حارتنا.
فابتسم محمود قطائف وقال: هذه نظرية، ولكن للحكومة نظرية أخرى. - وما نظرية الحكومة؟ - الدور تعتبر ملكا لبيت المال، وسوف تعرض للبيع في المزاد.
فحدجه عاشور بحدة وسأله: وماذا عن النهب؟
فهز منكبيه قائلا: رأت اللجنة أن تتغاضى عنه منعا لتعريض الأبرياء للتهم!
أدرك عاشور أن اللجنة قد نهبت الدور، ورغم شعوره بالازدراء فقد استعاد الكثير من طمأنينته، وقال مداعبا: لعل اللجنة تعمل بنظريتي يا شيخ محمود.
فقال شيخ الحارة بإشفاق: تبقى مشكلة واحدة.
فتساءل عاشور بعينيه وهو يشعر بأنه وافى شاطئ الأمان. وقال شيخ الحارة: تريد اللجنة أن تطلع على وثائق ملكيتك لهذه الدار، وبذلك تنتهي مهمتها.
اغتيل الأمان بطعنة غادرة، فاختطفت عينيه نظرة من الباب الموارب، وتساءل: أثمة شك في ملكيتي لها؟! - معاذ الله، ولكنها الأوامر!
فقال بحدة بصوته الخشن: أريد أن أعرف ما تعنيه أوامرك؟
Bog aan la aqoon