وبصوت كالرعد صاح: يا درويش!
خيل إليه أن غصون الأشجار تميد من صوته ولكن لم يجبه أحد.
وراح يصيح دون توقف، وبلا جدوى.
وقهقه كالأبله، ثم تساءل: من ذا يسمع أناشيدكم اليوم؟ ألا تعلمون؟
45
قال لفلة وهو يجفف دمعه: لا حي في الحارة!
رأى في حمرة عينيها أنها فطنت إلى الكارثة بطريقة ما. سمعها وهي تقول منتحبة: من الخلاء إلى الخلاء يا عاشور!
وراح يتأوه فقالت: فلنهاجر إلى مكان معمور.
فنظر إليها بحيرة وصمت، فتساءلت بحدة: أنبقى في هذه القرافة؟!
فتمتم بفتور: سنتجول فوق عربتنا. لن نبقى في البيت، أما المأوى فلا مأوى لنا إلا هنا.
Bog aan la aqoon